مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا} (23)

{ فَأَجَاءهَا } جاء بها . وقيل : ألجأها وهو منقول من جاء إلا أن استعماله قد تغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء ، ألا تراك لا تقول جئت المكان وأجاءنيه زيد { المخاض } وجمع الولادة { إلى جِذْعِ النخلة } أصلها وكان يابسة وكان الوقت شتاء وتعريفها مشعر بأنها كانت نخلة معروفة وجاز أن يكون التعريف للجنس أي جذع هذه الشجرة كأنه تعالى أرشدها إلى النخلة ليطعمها منها الرطب لأنه حرسة النفساء أي طعامها . ثم { قَالَتْ } جزعاً مما أصابها { ياليتنى مِتُّ قَبْلَ هذا } اليوم { مِتُّ } مدني وكوفي غير أبي بكر ، وغيرهم : بالضم . يقال : مات يموت ومات يمات { وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } شيئاً متروكاً لا يعرف ولا يذكر . بفتح النون : حمزة وحفص ، بالكسر : غيرهما ومعناهما واحد وهو الشيء الذي حقه أن يطرح وينسى لحقارته