{ فأجاءها } يقال جاء وأجاء لغتان بمعنى واحد ، أي ألجأها واضطرها وجاء بها . وقرأ شبل فاجأها من المفاجأة ، وفي مصحف أبيّ ( فلما أجاءها ) . قال في الكشاف :إن أجاءها منقول من جاء إلا أن استعماله قد تغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء ، وفيه بعد ، والظاهر أن كل واحد من الفعلين موضوع بوضع مستقل { المخاض } أو وجع الولادة وهو مصدر مخضت المرأة تمخض مخضا ومخاضا ، إذا دنا ولادها قرأ الجمهور بفتح الميم وقرئ بكسرها .
{ إلى جذع النخلة } الجذع ساق النخلة اليابسة التي لا رأس لها ، كأنها طلبت شيئا تستند إليه وتعتمد عليه وتتعلق به كما تتعلق الحامل لشدة وجع الطلق بشيء مما تجده عندها ، والتعريف إما للجنس أو للعهد ، والمستفيض المشهور أن ولادة عيسى كانت ببيت لحم ، وأنها لما هربت وخافت عليه أسرعت به وجاءت به إلى بيت المقدس فوضعته على صخرة فانخفضت الصخرة له وصارت كالمهد ، وهي الآن موجودة تزار بحرم بيت المقدس .
ثم بعد أيام توجهت به إلى بحر الأردن فغمسته فيه ، وهو اليوم الذي تتخذه النصارى عيدا ويسمونه يوم الغطاس ، وهم يظنون أن المياه في ذلك اليوم تقدست فلذلك يغطسون في كل ماء . ومن زعم أنها ولدت بمصر ، قال : بكورة أنهاس ، ولم يثبت ، انتهى من البحر لأبي حيان ، وأنهاس بجانب البهنسا .
{ قالت } جزعا مما أصابها { يا } للتنبيه لأن المنادى غير عاقل { ليتني مت قبل هذا } الوقت أو الأمر تمنت الموت استحياء من الناس ، أو خوفا من الفضيحة لأنها خافت أن يظن بها السوء في دينها أو لئلا يقع قوم بسببها في البهتان .
{ وكنت نسيا منسيا } أي شيئا حقيرا متروكا ، والنسي في كلام العرب الشيء الحقير الذي من شأنه أن ينسى ولا يذكر ولا يعرف ولا يتألم لفقده كالوتد والحبل وقال الفراء : النسي ما تلقيه المرأة من خرق اعتلالها ، فتقول مريم : نسيا منسيا أي حيضة ملقاة ، وقد قرئ بفتح النون وكسرها وهما لغتان مثل الحجر والحجر والوتر والوتر ، وقرأ القرضي : نسأ بالهمز مع كسر النون ، ونوف البكالي بالهمز مع فتح النون والمنسي المتروك الذي لا يذكر ولا يعرف ولا يخطر ببال أحد من الناس ، قال ابن عباس : نسيا منسيا أي لم أخلق ولم أك شيئا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.