نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا} (23)

وأشار إلى قرب الولادة من الحمل بفاء التعقيب في قوله : { فأجاءها } أي فأتى بها وألجأها { المخاض } وهو تحرك الولد في بطنها للولادة { إلى جذع النخلة } وهو ما برز منها{[48014]} من الأرض ولم يبلغ الأغصان ، وكان تعريفها لأنه لم يكن في تلك البلاد الباردة غيرها ، فكانت كالعلم لما فيها من العجب{[48015]} ، لأن النخل من أقل الأشجار صبراً{[48016]} على البرد ، ولعلها{[48017]} ألجئت إليها دون غيرها من الأشجار{[48018]} على كثرتها لمناسبة حال النخلة لها ، لأنها لا تحمل إلا بإلقاح من ذكور النخل ، فحملها بمجرد هزها أنسب شيء لإتيانها بولد من غير والد ، فكيف إذا كان ذلك في غير وقته ! فكيف إذا كانت يابسة ! مع ما لها فيها من المنافع بالاستناد إليها والاعتماد عليها{[48019]} ، وكون رطبها خرسة للنفساء وغاية في نفعها{[48020]} وغير ذلك .

ولما كان ذلك أمراً صعباً عليها جداً ، كان كأنه قيل : يا ليت شعري ! ما كان حالها ؟ فقيل : { قالت } لما حصل عندها من خوف العار : { ياليتني مت } و{[48021]}لما كانت كذلك{[48022]} أشارت إلى استغراق الزمان بالموت بمعنى عدم الوجود فقالت من غير جار{[48023]} : { قبل هذا } أي{[48024]} الأمر العظيم{[48025]} { وكنت نسياً } أي شيئاً من شأنه أن{[48026]} ينسى { منسياً * } {[48027]}أي متروكاً{[48028]} بالفعل لا يخطر على بال ، فولدته


[48014]:زيد من ظ ومد.
[48015]:في مد: العجيب.
[48016]:من ظ ومد، وفي الأصل: بصيرا.
[48017]:من مد، وفي الأصل وظ: لها.
[48018]:زيدت الواو بعدها في الأصل: ولم تكن في ظ ومد فحذفناها.
[48019]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48020]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48021]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[48022]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[48023]:العبارة من "ولما كانت" إلى هنا ساقطة من ظ.
[48024]:زيد من مد.
[48025]:سقط من ظ.
[48026]:من ظ ومد وفي الأصل: أي متروكا.
[48027]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48028]:سقط ما بين الرقمين من ظ.