بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا} (23)

ثم قال : { فَأَجَاءهَا المخاض } ، يعني : جاء بها وألجأها المخاض ، يعني : الطلق بولادة عيسى عليه السلام { إلى جِذْعِ النخلة } ، أي أصل النخلة . قال ابن عباس : النخلة اليابسة في شدة الشتاء ، يعني : الطلق . { قَالَتْ يا لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } ، يعني : شيئاً متروكاً لم أذكر ، ويقال للشيء الحقير الذي إذا ألقي ينسى نسيٌ ؛ وقال قتادة : يعني : لا أعرف ولا أدري من أنا ؛ وقال عكرمة : يعني : جيفة ملقاة ، وهكذا قال الضحاك ؛ وقال ربيعة بن أنس ؛ يعني : سقطاً . قرأ حمزة وعاصم في رواية حفص { وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } بنصب النون والباقون { نَسِيّاً } بكسر النون ، قال أبو عبيد : وبالكسر نقرؤها ، لأنها كانت أكثر في لغة العرب وأفشاها عليها أهل الحرمين والبصرة .