مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ} (8)

{ فالتقطه ءالُ فِرْعَوْنَ } أخذه ، قال الزجاج : كان فرعون من أهل فارس من اصطخر { لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً } أي ليصير الأمر إلى ذلك لا أنهم أخذوه لهذا كقولهم للموت ما تلده الوالدة وهي لم تلد لأن يموت ولدها ولكن المصير إلى ذلك كذا قاله الزجاج . وعن هذا قال المفسرون : إن هذه لام العاقبة والصيرورة . وقال صاحب الكشاف : هي لام كي التي معناها التعليل كقولك «جئتك لتكرمني » ولكن معنى التعليل فيها وارد على طريق المجاز لأن ذلك لما كان نتيجة التقاطهم له شبه بالداعي الذي يفعل الفاعل الفعل لأجله وهو الإكرام الذي هو نتيجة المجيء { وَحَزَناً } { وحُزناً } علي وحمزة وهما لغتان كالعدم والعدم { إِنَّ فِرْعَوْنَ وهامان وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خاطئين } { خاطين } تخفيف خاطئين : أبو جعفر أي كانوا مذنبين فعاقبهم الله بأن ربى عدوهم ومن هو سبب هلاكهم على أيديهم ، أو كانوا خاطئين في كل شيء فليس خطؤهم في تربية عدوهم ببدع منهم .