فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ} (8)

{ فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين8 }

بتقدير العزيز العليم رسا الصندوق الذي بداخله موسى على ساحل أمام دار فرعون ، وحبب إليهم أن يلتقطوه ، فلما رأوه راعوه وصانوه ، ومكر الله بهم ، فسخرهم للحفاظ على من سيطوح بسلطانهم جزاء لتجبرهم وبغيهم ، فاللام في { ليكون } للعاقبة وليست للتعليل ، إذ ما التقطوه لأجل معاداتهم وحزنهم ، وإنما أعقبهم الله ذلك بجورهم وعدوانهم .

وفي الآية تحذير من التعاون على الإثم ، وبيان أن مشير فرعون{ هامان } وقوتهما الضاربة{ جنودهما } شركاء في الطغيان ، فلا جرم يقاسمونه الهزيمة والخسران .

يقول الألوسي : والفاء في قوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون } فصيحة- أي فاء للإفصاح- والتقدير : ففعلت ما أمرت به من إرضاعه وإلقائه في اليم لما خافت عليه ، وحذف ما حذف تعويلا على دلالة الحال ، وإيذانا بكمال سرعة الامتثال . اه .