جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ} (8)

{ وَأَوْحَيْنَا{[3820]} } ألهمنا{[3821]} { إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ } ما دامت غير خائفة عليه { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } من أن يحس فرعون به { فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ{[3822]} } بحر نيل { وَلَا تَخَافِي } عليه فعلينا حفظه { وَلَا تَحْزَنِي } في هجره { إِنَّا رَادُّوهُ{[3823]} إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ } فإن أمه جعلته في تابوت ، وسيرته في النيل فوقع التابوت في نهر كان يجري منه إلى بيت فرعون فأخذه أهل داره { لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا } اللام لام العاقبة { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ } مذنبين فعاقبهم الله بأن ربي عدوهم على أيديهم ، أو خاطئين في الأفكار فأخطئوا في تربية عدوهم


[3820]:ألهمنا: أي هذا وحي إلهام لا وحي نبوة قال قتادة: قذفنا في قلبها، وأم موسى يوحانذ بنت لاوى بن يعقوب هذا ما قاله محيي السنة، وفي الفتح وقد أجمع العلماء على أنها لم تكن نبية وإنما كان إرسال الملك إليها عند من قال به على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص والأعمى كما في الحديث الثابت في الصحيحين وغيرهما، وقد سلمت على عمران بن حصين الملائكة كما في الحديث الثابت الصحيح فلم يكن بذلك نبيا /12.
[3821]:أي: ألهمناها الذي صنعت قاله ابن عباس / 12 فتح.
[3822]:يعني اجعليه في تابوت كما مر في سورة طه / 12 وجيز.
[3823]:وهذا كما قيل يمكن تحمل الفراق حين رجاء التلاق /12 وجيز.