مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ} (4)

{ وَكَمْ } مبتدأ { مِن قَرْيَةٍ } تبيين والخبر { أهلكناها } أي أردنا إهلاكها كقوله { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاة } [ المائدة : 6 ] { فَجَاءهَا } جاء أهلها { بَأْسَنَا } عذابنا { بَيَاتًا } مصدر واقع موقع الحال بمعنى بائتين ، يقال بات بياتاً حسناً { أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } حال معطوفة على { بَيَاتًا } كأنه قيل : فجاءهم بأسنا بائتين أو قائلين . وإنما قيل { هُمْ قَائِلُونَ } بلا «واو » ولا يقال «جاءني زيد هو فارس » بغير واو ، لأنه لما عطف على حال قبلها حذفت الواو استثقالاً لاجتماع حرفي عطف ، لأن واو الحال هي واو العطف استعيرت للوصل . وخص هذان الوقتان لأنهما وقتا الغفلة فيكون نزول العذاب فيهما أشد وأفظع . وقوم لوط عليه السلام أهلكوا بالليل وقت السحر ، وقوم شعيب عليه السلام وقت القيلولة . وقيل { بَيَاتًا } ليلاً أي ليلاً وهم نائمون أو نهاراً وهم قائلون