مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{إِذۡ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّيۡطَٰنِ وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ} (11)

{ إِذْ يُغَشّيكُمُ } بدل ثانٍ من { إِذْ يَعِدُكُمُ } أو منصوب بالنصر أو بإضمار اذكر . { يُغَشّيكُمُ } مدني { النعاس } النوم والفاعل هو الله على القراءتين . { يُغَشّيكُمُ النعاس } مكي ، وأبو عمرو { ءامِنَةً } مفعول له أي إذ تنعسون أمنة بمعنى أمناً أي لأمنكم ، أو مصدر أي فأمنتم أمنة فالنوم يزيح الرعب ويريح النفس { مِنْهُ } صفة لها أي أمنة حاصلة لكم من الله { وَيُنَزّلُ } بالتخفيف : مكي وبصري ، وبالتشديد : وغيرهم { عَلَيْكُم مّن السماء مَاء } مطراً { لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ } بالماء من الحدث والجنابة { وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشيطان } وسوسته إليهم وتخويفه إياهم من العطش ، أو الجنابة من الاحتلام ، لأنه من الشيطان وقد وسوس إليهم أن لا نصرة مع الجنابة { وَلِيَرْبِطَ على قُلُوبِكُمْ } بالصبر { وَيُثَبّتَ بِهِ الأقدام } أي بالماء إذ الأقدام كانت تسوخ في الرمل ، أو بالربط لأن القلب إذا تمكن فيه الصبر يثبت القدم في مواطن القتال