تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{إِذۡ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّيۡطَٰنِ وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ} (11)

{ النعاس } غشيهم النعاس ببدر فهوَّم الرسول صلى الله عليه وسلم وكثير من أصحابه - رضي الله تعالى عنهم - فناموا ، فبشَّر جبريل - عليه السلام - الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر ، فأخبر به أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - منَّ عليهم به لما فيه من زوال رعبهم ، والأمن مُنيم والخوف مُسهر ، أو منّ به لما فيه من الاستراحة للقتال من الغد . والنعاس محل الرأس مع حياة القلب ، والنوم يحل القلب بعد نزوله من الرأس ، قاله سهل بن عبد الله التُّستري . { أمنة } من ا لعدو ، أومن الله تعالى ، والأمنة : الدعة وسكون النفس . { وينزل عليكم من السماء ماء } لتلبيد الرمل ويطهرهم من وساوس الشيطان التي أرعبهم بها ، أو من الأحداث والأنجاس التي أصابتهم قاله الجمهور ، أنزل ماء طهر به ظواهرهم ، ورحمة نوَّر بها سرائرهم قاله ابن عطاء ، ووصفه بالتطهير ، لأنها أخص أوصافه وألزمها . { رجز الشيطان } [ قوله ] : إن المشركين قد غلبوهم على الماء ، أو قوله : ليس لكم بهؤلاء طاقة . { ويُثبّت به الأقدام } لتلبيده الرمل الذي لا يثبت عليه قدم ، أو بالنصر الذي أفرغه عليهم حتى يثبتوا لعدوهم .