الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِذۡ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّيۡطَٰنِ وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ} (11)

أخرج أبو يعلى والبيهقي في الدلائل عن علي رضي الله عنه قال : ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تحت الشجرة حتى أصبح .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه في قوله { إذ يغشاكم النعاس أمنة منه } قال : بلغنا أن هذه الآية أنزلت في المؤمنين يوم بدر ، فيما أغشاهم الله من النعاس أمنة منه .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { أمنة } قال : أمنا من الله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : النعاس في الرأس ، والنوم في القلب .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال : كان النعاس أمنة من الله ، وكان النعاس نعاسين . نعاس يوم بدر ، ونعاس يوم أحد .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في قوله { وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } قال : طس كان يوم بدر .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } قال : المطر : أنزله عليهم قبل النعاس فأطفأ بالمطر الغبار ، والتبدت به الأرض ، وطابت به أنفسهم ، وثبتت به أقدامهم .

وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال : بعث الله السماء وكان الوادي دهسا ، وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها ما لبد الأرض ولم يمنعهم المسير ، وأصاب قريشا ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه .

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما . أن المشركين غلبوا المسلمين في أول أمرهم على الماء ، فظمئ المسلمون وصلوا مجنبين محدثين فكانت بينهم رمال ، فألقى الشيطان في قلوبهم الحزن وقال : أتزعمون أن فيكم نبيا وأنكم أولياء الله وتصلون مجنبين محدثين ؟ فأنزل الله من السماء ماء فسال عليهم الوادي ماء ، فشرب المسلمون وتطهروا وثبتت أقدامهم وذهبت وسوسته .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { رجز الشيطان } قال : وسوسته .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وليربط على قلوبكم } قال : بالصبر { ويثبت به الأقدام } قال : كان ببطن الوادي دهاس ، فلما مطر اشتد الرملة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { ويثبت به الأقدام } قال : حتى يشتد على الرمل ، وهو وجه الأرض .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال : كان رسول الله يصلي تلك الليلة ليلة بدر ، ويقول : اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد ، وأصابهم تلك الليلة مطر شديد ، فذلك قوله { ويثبت به الأقدام } .