محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالُواْ يَٰشُعَيۡبُ أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَآ أَوۡ أَن نَّفۡعَلَ فِيٓ أَمۡوَٰلِنَا مَا نَشَـٰٓؤُاْۖ إِنَّكَ لَأَنتَ ٱلۡحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ} (87)

/ [ 87 ] ] قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد 87 } .

{ قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا } أي من الأصنام ، أجابوا به أمرهم بالتوحيد ، على الاستهزاء والتهكم بصلواته ، والإشعار بأن مثله لا يدعو إليه داع عقلي ، وإنما دعاك إليه خطرات ووساوس من جنس ما تواظب عليه . وكان شعيب كثير الصلاة ، فلذلك جمعوا وخصوا الصلاة بالذكر وقرئ : { أصلاتك } بالإفراد قاله القاضي .

{ أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء } من نقص ونحوه { إنك لأنت الحليم الرشيد } أي الموصوف بالحلم والرشد في قومك يعنون أن ما تأمر به لا يطابق حالك ، وما شهرت به .

كما قال قوم صالح عليه السلام{[4879]} : { قد كنت فينا مرجوا قبل هذا } . أو قالوا ذلك تهكما به ، والمراد أنه على الضد من ذلك . قيل : وهذا أرجح ، لأنه أنسب بتهكمهم والأدق هو الأول لمماثلته لما خوطب به صالح ، وتعقيبه بمثل ما عقب به ، وهو قوله تعالى : { قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب } .


[4879]:[11 / هود 62].