محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

14- سورة إبراهيم

سميت به لاشتمالها على دعوات لإبراهيم عليه السلام ، تمت بهذه الملة . كالحج وجعل الكعبة قبلة الصلاة ، مع الدلالة على عظمتها ، بحيث صارت من المطالب المهمة للمتفق على غاية كمال إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وعلى نبوة نبينا عليه أكمل التحيات وأفضل التسليمات مع غاية كماله ، وهذا من أعظم مقاصد القرآن ! أفاده المهايمي .

وهي مكية النزول ، قيل : إلا قوله تعالى{[1]} : { ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمت الله كفرا . . . } الآيتين . وهي اثنتان وخمسون آية .

بسم الله الرحمن الرحيم

[ 1 ] { آلر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد 1 } .

{ آلر كتاب } خبر ل { آلر } على كونه مبتدأ . أو خبر لمحذوف على كونه خبرا لمضمر ، أو مسرودا على نمط التعديد . وقوله تعالى : { أنزلناه إليك } صفة له { لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } أي : من الضلال إلى الهدى { بإذن ربهم } أي : أمره . وقوله تعالى : { وإلى صراط العزيز الحميد } بدل من قوله { إلى النور } بتكرير العامل . أو مستأنف ، كأنه قيل : إلى أي نور ؟ فقيل : { إلى صراط . . . } الخ . و { العزيز } الذي لا يغالب ولا يمانع بل هو القاهر القادر . و { الحميد } المحمود في أمره ونهيه لإنعامه فيهما بأعظم النعم .


[1]:(4 النساء 15 و 16).