{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا } أي يسوقها برفق . ومنه البضاعة المزجاة ، يزجيها كل أحد . أي يدفعها لرغبته عنها ، أو لقدرته على سوقها وإيصالها { ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ } بضم بعضه إلى بعض . فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة { ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا } أي متراكما بعضه فوق بعض { فَتَرَى الْوَدْقَ } أي المطر { يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ } وهي فرجه ومخارج القطر منه { وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء } قال ابن كثير : يحتمل المعنى : فيصيب بما ينزل من السماء من نوعي المطر والبرد رحمة بهم ويصرفه عن آخرين حكمة وابتلاء . ويحتمل المعنى : فيصيب بالبرد من يشاء نقمة لما فيه من نثر الثمار وإتلاف الزروع . ويصرفه عمن يشاء رحمة بهم . انتهى .
وخلاصته أن الضمير إما للأقرب ، على الثاني ، أو له ولما قبله ، على الأول .
قد ذكرت ( من ) الجارة في الآية ثلاث مرات . فالأولى ابتدائية اتفاقا . والثانية زائدة أو تبعيضية أو ابتدائية ، على جعل مدخولها بدلا مما قبله بإعادة الجار . والثالثة فيها هذه الأقوال . وتزيد برابع ، وهو أنها لبيان الجنس . والتقدير : ينزل من السماء بعض جبال ، التي هي البرد .
{ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ } أي لمعانه { يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ } أي يخطفها لشدته وقوته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.