ثم قال تعالى{[48975]} : { ألم تر أن الله يرجي سحابا ثم يؤلف بينه }[ 42 ] ، أي : يؤلف قطعه أي يلصق بعضها إلى بعض ويقربها ، لأن السحاب يحدث{[48976]} قطعا ، قطعا .
وقيل{[48977]} : معناه يؤلف متفرقه لأن السحاب جمع سحابة .
وقال{[48978]} عبيد بن عمر{[48979]} : " الرياح أربع{[48980]} : يبعث الله الريح الأولى{[48981]} : فتقُمُّ{[48982]} الأرض قَمّا ، ثم يبعث الثانية فتنشئه سحابا ، ثم يبعث الثالثة فتؤلف بينه فتجعله ركاما ، أي متراكما بعضه{[48983]} على{[48984]} بعض ، ثم يبعث الرابعة{[48985]} فتمطره ، والودق المطر " .
ومعنى : { من خلاله }[ 42 ] ، أي : من{[48986]} بين السحاب ، والهاء من{[48987]} { خلاله }[ 42 ] تعود على السحاب والخلال جمع خَلل .
وقرأ{[48988]} ابن عباس ، والضحاك : من خلَله بالتوحيد لأنه مثل : جمل وجمال .
ثم قال تعالى ذكره{[48989]} : { وينزل من السماء من جبال فيها من برد }[ 42 ] ، فمن برد صفة للجبال ، كما يقول{[48990]} : أعطيتك من طعام من بُرّ ، فالجبال هي من برد مخلوقة ، وفيها صفة أيضا لجبال ، كأنه قال : وينزل من السماء من جبال مستقرة{[48991]} في السماء مخلوقة من برد{[48992]} .
وقيل{[48993]} : المعنى : وينزل من السماء قدر جبال أو أمثال{[48994]} جبال ، من برد إلى الأرض .
فيكون { من برد }[ 42 ] ، في موضع نصب على البيان كقوله : { أو عدل ذلك صياما }{[48995]} .
وقال{[48996]} الزجاج : معناه{[48997]} وينزل من السماء من جبال من{[48998]} برد فيها . كما تقول : هذا خاتم في يدي من حديد ، أي{[48999]} خاتم حديد في يدي وإنما{[49000]} جئت في ( هذا ) وفي الآية ب( من ) لما فرقتن ولأنك إذا قلت : هذا خاتم من حديد ، وخاتم حديد ، كان{[49001]} المعنى واحدا ، ويجوز أن يكون من برد في موضع نصب كما تقول : مررت بخاتم حديدا{[49002]} على الحال عند سيبويه . وعلى البيان عند المبرد ، وإن شئت كان في موضع خفض على البدل كما تقول : مررت بخاتم حديد على البدل .
وقيل : التقدير من جبال برد بتنوينهما ، قاله الفراء{[49003]} . كما تقول{[49004]} : الإنسان من لحم ودم ، والإنسان لحم{[49005]} ودم ، فالجبال عنده هي البرد وليست الآية كالتمثيل الذي مثل ، لأن حرف العطف في التمثيل وليس في الآية حرف عطف .
وذهب{[49006]} الأخفش إلى أن من زائدة فيهما{[49007]} ، ومن جبال ، ومن برد في موضع نصب عنده .
وقوله : { فيصيب به من يشاء }[ 42 ] ، أي : فيصيب بالبرد من يشاء فيهلكه أو يهلك به زرعهن ويصرفه عن من يشاء أي عن إهلاك{[49008]} من يشاء .
ثم قال{[49009]} : { يكاد سنا برقه }[ 42 ] ، أي : ضوؤه يذهب بالأبصار لشدة لمعانه .
وقرأ{[49010]} أبو جعفر يزيد بن القعقاع : { يذهب بالأبصار }[ 42 ] ، بالضم وخطأه{[49011]} / الأخفش ، وأبو حاتم{[49012]} لأن{[49013]} " الباء " {[49014]} تعاقب الهمزة . وقيل : إن " جوازه " {[49015]} على زيادة الباء .
وقيل : الباء متعلقة بالمصدر ، والتقدير : يذهب إذهابه بالأبصار . وكذلك أجازوا أُدخل بالمُدخل " السجن " {[49016]} الدار فجمعوا بين الهمزة والباء على أن يتعلق الباء{[49017]} بالمصدر . وهو قول علي بن سلمان عن المبرد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.