محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِي بِهِۦ لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (10)

{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا } أي خاليا من العقل ، لما دهمها من فرط الجزع ، وأطار عقلها من الدهش ، لما بلغها وقوعه في يد فرعون { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } أي بأمره وقصته ، وأنه ولدها { لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } أي لولا أن ألهمناها الصبر . شبه بربط الشيء المنفلت ليقر ويطمئن . ومعنى { من المؤمنين } أي المصدقين بوعد الله . وهو قوله : {[5998]} : { إنا رادوه إليك } .

قال الزمخشري : ويجوز ، وأصبح فؤادها فارغا من الهم ، حين سمعت أن فرعون عطف عليه وتبناه . إن كادت لتبدي بأنه ولدها ، لأنها لم تملك نفسها فرحا وسرورا بما سمعت . لولا أنا طامنا قلبها وسكنا قلقه الذي حدث به من شدة الفرح والابتهاج ، لتكون من المؤمنين الواثقين بوعد الله ، لا بتبني فرعون وتعطفه .


[5998]:(28 القصص 7).