قوله سبحانه { وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً } قال الحسن : أي فارغاً من كل هم إلا من هم موسى . وقال أبو مسلم : فراغ الفؤاد هو الخوف والإشفاق كقوله { وأفئدتهم هواء } [ إبراهيم : 43 ] أي جوف لا عقول فيها وذلك أنها حين سمعت بوقوعه عند فرعون طار عقلها جزعاً ودهشاً . وقال محمد بن إسحاق والحسن في رواية : أي فارغاً من الوحي الذي أوحينا إليها وذلك قولنا { فألقيه في اليم ولا تخافي } وقال أبو عبيدة : فارغاً من الخوف فالله تعالى يقول { لولا أن ربطنا على قلبها } وهل يربط إلا على قلب الجازع المحزون ؟ أما من فسر الفراغ بحصول الخوف فعنده معنى قوله { إن كادت لتبدي به } هو أنها كادت تحدث بأن الذي وجدتموه ابني قاله ابن عباس . وفي رواية عكرمة كادت تقول واإبناه من شدة وجدها به ، وذلك حين رأت الموج يرفع ويضع . وقال الكلبي : ذلك حين سمعت الناس يقولون إنه ابن فرعون . ثم قال { لولا أن ربطنا على قلبها } بإلهام الصبر كما يربط على الشيء المتفلت ليستقر ويطمئن { لتكون من المؤمنين } المصدّقين بوعد الله وهو قوله { إنا رادوه إليك } . وأما من فسره بعدم الخوف فالمعنى عنده أنها صارت مبتهجة مسرورة حين سمعت أن فرعون تبناه وعطف عليه ، وأن الشأن أنها قاربت أن تظهر أنه ولدها لولا أن ألهمناها الصبر لتكون من المؤمنين الواثقين بوعد الله لتبني فرعون وتعطفه والأول أظهر بدليل قوله { وقالت لأخته قصيه } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.