غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَصۡبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًاۖ إِن كَادَتۡ لَتُبۡدِي بِهِۦ لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (10)

1

قوله سبحانه { وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً } قال الحسن : أي فارغاً من كل هم إلا من هم موسى . وقال أبو مسلم : فراغ الفؤاد هو الخوف والإشفاق كقوله { وأفئدتهم هواء } [ إبراهيم : 43 ] أي جوف لا عقول فيها وذلك أنها حين سمعت بوقوعه عند فرعون طار عقلها جزعاً ودهشاً . وقال محمد بن إسحاق والحسن في رواية : أي فارغاً من الوحي الذي أوحينا إليها وذلك قولنا { فألقيه في اليم ولا تخافي } وقال أبو عبيدة : فارغاً من الخوف فالله تعالى يقول { لولا أن ربطنا على قلبها } وهل يربط إلا على قلب الجازع المحزون ؟ أما من فسر الفراغ بحصول الخوف فعنده معنى قوله { إن كادت لتبدي به } هو أنها كادت تحدث بأن الذي وجدتموه ابني قاله ابن عباس . وفي رواية عكرمة كادت تقول واإبناه من شدة وجدها به ، وذلك حين رأت الموج يرفع ويضع . وقال الكلبي : ذلك حين سمعت الناس يقولون إنه ابن فرعون . ثم قال { لولا أن ربطنا على قلبها } بإلهام الصبر كما يربط على الشيء المتفلت ليستقر ويطمئن { لتكون من المؤمنين } المصدّقين بوعد الله وهو قوله { إنا رادوه إليك } . وأما من فسره بعدم الخوف فالمعنى عنده أنها صارت مبتهجة مسرورة حين سمعت أن فرعون تبناه وعطف عليه ، وأن الشأن أنها قاربت أن تظهر أنه ولدها لولا أن ألهمناها الصبر لتكون من المؤمنين الواثقين بوعد الله لتبني فرعون وتعطفه والأول أظهر بدليل قوله { وقالت لأخته قصيه } .

/خ21