محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدۡيَنَ وَجَدَ عَلَيۡهِ أُمَّةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسۡقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمۡرَأَتَيۡنِ تَذُودَانِۖ قَالَ مَا خَطۡبُكُمَاۖ قَالَتَا لَا نَسۡقِي حَتَّىٰ يُصۡدِرَ ٱلرِّعَآءُۖ وَأَبُونَا شَيۡخٞ كَبِيرٞ} (23)

{ وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً } أي جماعة كثيفة { مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ } أي مواشيهم { وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ } أي تمنعان مواشيهما عن الماء ، لوجود من هو أقوى منهما عنده ، فلا تتمكنان من السقي { قَالَ مَا خَطْبُكُمَا } أي ما شأنكما في الذود { قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء } أي عادتنا أن لا نسقي حتى يصرف الرعاة مواشيهم عن الماء ، عجزا عن مجالستهم ، وحذرا من مخالطة الرجال { وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } أي فيعجز عن الخروج والسقي . أي مالنا رجل يقوم بذلك إلا هو ، وقد أضعفه الكبر ، فاضطرنا الحال إلى ما ترى .