قوله تعالى : { وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ } قال ابن عباس : لما خرج موسى من مصر إلى مدين وبينه وبينها ثماني ليل ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر وخرج حافياً فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه .
{ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ } أي جماعة . قال ابن عباس : الأمة أربعون .
{ يَسْقُونَ } يعني غنمهم ومواشيهم .
{ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ } فيه وجهان :
أحدهما : تحبسان ، قاله قطرب ، ومنه قول الشاعر{[2132]} :
أبيتُ على باب القوافي كأنّما *** أذود بها سِرباً من الوحش نُزَّعا
الثاني : تطردان . قال الشاعر{[2133]} :
لقد سلبت عصاك بنو تميم *** فما تدري بأيِّ عصى تذود
أحدها : أنهما تحبسان غنمهما عن الماء لضعفهما عن زحام الناس ، قاله أبو مالك والسدي .
الثاني : أنهما تذودان الناس عن غنمهما ، قاله قتادة .
الثالث : تمنعان غنمهما أن تختلط بغنم الناس ، حكاه يحيى بن سلام .
{ قَالَ مَا خَطْبَكُمَا } أي ما شأنكما ، وفي الخطب تضخيم الشيء ومنه الخطبة لأنها من الأمر المعظم .
{ قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ } والصدور الانصراف ، ومنه الصّدر لأن التدبير يصدر عنه ، والمصدر لأن الأفعال تصدر عنه . والرعاء جمع راع .
وفي امتناعهما من السقي حتى يصدر الرعاء وجهان :
أحدهما : تصوّناً عن الاختلاط بالرجال .
الثاني : لضعفهما عن المزاحمة بماشيتهما .
{ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } وفي قولهما ذلك وجهان :
أحدهما : أنهما قالتا ذلك اعتذاراً إلى موسى عن معاناتهما سقي الغنم بأنفسهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.