بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱسۡلُكۡ يَدَكَ فِي جَيۡبِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٖ وَٱضۡمُمۡ إِلَيۡكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهۡبِۖ فَذَٰنِكَ بُرۡهَٰنَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (32)

{ اسلك يَدَكَ } أي : أدخل يدك { فِى جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوء واضمم إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرهب } أي : يدك .

قال بعضهم : هذا ينصرف إلى قوله ولم يعقب من الرهب ، أي : لم يلتفت من الخوف . ويقال : كان خائفاً ، فأمره بأن يضم يده إلى صدره ، ففعل حتى سكن عن قلبه الرعب .

قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو { مِنَ الرهب } بنصب الراء والهاء ، وقرأ عاصم في رواية حفص بنصب الراء ، وجزم الهاء ، والباقون { الرهب } بضم الراء ، وجزم الهاء . ومعنى ذلك كله واحد ، وهو الخوف . وقال بعضهم : هو الكريم . ثم قال : { فَذَانِكَ برهانان مِن رَّبّكَ } يعني : اليد والعصا آيتان وعلامتان من ربك وحجتان لنبوتك . قرأ ابن كثير وأبو عمرو . { فَذَانِكَ } بتشديد النون . وقرأ الباقون بالتخفيف ، وهما لغتان ، وهو الإشارة إلى شيئين . يقال للواحد : ذلك وذاك ، والإثنين ذانك وذاناك . { إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ } ومعناه : أرسلناك إلى فرعون بهاتين الآيتين { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فاسقين } يعني : عاصين