{ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ( 32 ) قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ( 33 ) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ( 34 ) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ( 35 ) فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ( 36 ) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( 37 ) }
{ اسلك يدك في جيبك } والسلك بالفتح ، والسلوك كل منهما مصدر لسلك الشيء في الشيء أنفذه فيه ، فإنه من باب قعد ونصر { تخرج بيضاء من غير سوء } فأدخلها فخرجت ولها شعاع كضوء الشمس من غير برص .
{ واضمم إليك جناحك } جناح الإنسان عضده ، ويقال لليد كلها جناح أي : اضمم إليك يديك المبسوطتين لتتقي بهما الحية ، كالخائف الفزع ، وقد عبر هذا المعنى بثلاث عبارات :
والثالثة : وأدخل يدك في جيبك .
قال الزمخشري : جعل الجناح وهو اليد في أحد الموضعين مضموما ، وفي الآخر مضموما إليه ، فالمراد بالجناح المضموم اليد اليمنى ، وبالجناح المضموم إليه اليد اليسرى وكل واحدة من يمنى اليدين ويسراهما جناح ، ويجوز أن يراد بالضم التجلد والثبات عند انقلاب العصا ثعبانا ، وقيل : كل خائف بعد موسى إذا وضع يده على صدره زال خوفه . قال الفراء : أراد بالجناح عصاه .
{ من الرهب } أي من أجل الخوف ، قرئ بفتح الراء والهاء وبإسكان الهاء ، وبضم الراء ، و إسكان الهاء ؛ وقال بعض أهل المعاني : الرهب الكم بلغة حمير وبني حنيفة ، وقال الأصمعي : سمعت أعرابيا يقول لآخر : أعطني ما في رهبك ؛ فسألته عن الرهب ؛ فقال : الكم ، فعلى هذا يكون معناها اضمم إليك يدك وأخرجها من الكم .
{ فذانك } إشارة إلى العصا واليد ، قرئ بتخفيف النون ، قيل : والتشديد لغة قريش ، وقرئ بياء تحتية بعد نون مكسورة ؛ وهي لغة هذيل ، وقيل لغة تميم { برهانان } أي حجتان نيرتان ، ودليلان واضحان ؛ وآيتان بينتان ، وسميت الحجة برهانا لإنارتها من قولهم للمرأة البيضاء : برهونة .
{ ومن ربك } أي : كائنان منه تعالى ، مرسلان أو واصلان .
{ إلى فرعون وملئه ، إنهم كانوا قوما فاسقين } متجاوزين الحد في الظلم ، خارجين عن الطاعة أبلغ خروج ، والجملة تعليل لما قبلها ، ولما سمع موسى قول الله سبحانه هذا طلب منه سبحانه أن يقوي قلبه ، و
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.