محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (18)

( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال اني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما18 ) .

( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت ) عند النزاع ( قال ) عند مشاهدة ما هو فيه ( اني تبت الآن ) فلا ينفعه ذلك ولا يقبل منه ( ولا الذين يموتون وهم كفار ) فلا ينفعهم ندمهم ولا توبتهم لأنهم بمجرد الموت يعانون العذاب . روى الإمام أحمد{[1588]} عن أبي ذر أن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال : " ان الله يقبل توبة عبده ويغفر لعبده ما لم يقع الحجاب . قيل : يا رسول الله ! وما الحجاب ؟ قال : أن تموت النفس وهي مشركة " . ولهذا قال تعالى : ( أولئك أعتدنا ) أي أعددنا ( لهم عذابا أليما ) .


[1588]:أخرجه في المسند بالصفحة 174 من الجزء الخامس (طبعة الحلبي).