محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ} (108)

/ [ 108 ] { لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين 108 } .

{ لا تقم فيه } أي لا تصلّ في مسجد الشقاق { أبدا } أي في وقت من الأوقات ، لكونه موضع غضب الله ، ولذلك أمر بهدمه وإحراقه كما يأتي . وإطلاق ( القائم ) على المصلي والمتهجد معروف ، كما في قولهم : فلان يقوم الليل . وفي الحديث{[4648]} : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا " . { لمسجد أسس على التقوى } أي بنيت قواعده على طاعة الله وذكره ، وقصد التحفظ من معاصي الله ، بفعل الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وهو مسجد قباء { من أول يوم } أي من أيام وجوده { أحق أن تقوم } أي تصلي { فيه ، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } أي المبالغين في الطهارة الظاهرة والباطنة .

/خ110


[4648]:أخرجه البخاري في: 2- كتاب الإيمان، 27- باب تطوع قيام رمضان من الإيمان، حديث رقم 33 عن أبي هريرة.