التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ} (108)

قوله تعالى : { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه }

قال مسلم : حدثني محمد بن حاتم ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن حميد الخراط قال : سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال : مر بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال : قلت له : كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى ؟ قال : قال أبي : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت نسائه ، فقلت : يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى ؟ قال : فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض ، ثم قال : ( هو مسجدكم هذا ) . لمسجد المدينة قال : فقلت : أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره .

[ الصحيح 2/1015 ح 1398 – ك الحج ، ب بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ] .

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف قال : أخبرنا مالك ، عن زيد بن رباح وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر ، عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ) .

[ الصحيح 3/76 ح 1190 – ك فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ، ب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ] ، وأخرجه مسلم [ 2/1012 ح 1394 – ك الحج ، ب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة ] .

قوله تعالى : { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين }

قال ابن ماجة : حدثنا هشام بن عمار ، ثنا صدقة بن خالد ، ثنا عتبة بن أبي حكيم ، حدثني طلحة بن نافع ، أبو سفيان قال : حدثني أبو أيوب الأنصاري ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، أن هذه الآية نزلت { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم في الطهور ، فما طهوركم ؟ ) . قالوا : نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة ونستنجي بالماء . قال : ( فهو ذاك . فعليكموه ) .

[ السنن 1/127 ح 355 – ك الطهارة ، ب الاستنجاء بالماء ] ، وأخرجه الدارقطني في [ سننه 1/62 ] ، والحاكم في [ لمستدرك 1/155 – الطهارة ] كلاهما من طريق محمد بن شعيب بن شابور عن عتبة به . قال الحاكم : هذا حديث كبير صحيح في كتاب الطهارة . ووافقه الذهبي . وأخرجه الضياء [ المختارة 6/218 – 219 ح 2231 ] من طريق الدارقطني به . وله شواهد في [ مجمع الزوائد 1/212 – 213 ] . وقال الألباني : صحيح [ صحيح ابن ماجة 1/63 ] .

قال الحاكم : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن خالد بن خلي ، ثنا أحمد بن خالد الوهبي ، ثنا محمد بن إسحاق عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } قال : لما نزلت هذه الآية بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة فقال : ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم به ؟ فقالوا : يا نبي الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل دبره – أو قال مقعدته – فقال النبي صلى الله عليهم وسلم : ( ففي هذا ) .

[ المستدرك 1/187 – ك الطهارة ] وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم . ووافقه الذهبي وأخرجه الطبراني في الكبير [ 11/67 ح 11065 ] من طريق محمد بن إسحاق به ، وقال الهيثمي في المجمع [ 1/212 ] وإسناده حسن إلا أن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه ويشهد له ما تقدم .