تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثٗا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡۗ إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (44)

والآية الثانية : { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فاضرب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ العبد إِنَّهُ أَوَّابٌ } : كان أيوب قد حلفَ أن يضرب أحداً من أهله ، يقال إنها امرأته ، عدداً من العصّي ، حلل الله يمينه بأن يأخذ حزمة فيها العدد الذي حلف أن يضرب به ، فيضرب بالحزمة مَنْ حَلَفَ على ضربه ، فيبر بيمينه بأقل ألم . وقد منّ الله عليه بذلك ، لأنَّ الله وجده صابراً على بلائه ، فاستحق بذلك الثناء ، { نِعْمَ العبد إِنَّهُ أَوَّابٌ } منيبٌ إلى الله .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثٗا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡۗ إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (44)

قوله تعالى :{ وخذ بيدك ضغثاً } وهو ملء الكف من الشجر أو الحشيش ، { فاضرب به ولا تحنث } في يمينك ، وكان قد حلف أن يضرب امرأته سوط ، فأمره الله أن يأخذ ضغثاً يشتمل على مائة عود صغار ، ويضربها ضربة واحدة . { إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب* }

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثٗا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡۗ إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (44)

قوله : { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ } معطوف على { اركضْ } . والضغث ، هو الحزمة أو القبضة الصغيرة من الحشيش . وهذا يدل على سابق يمين من أيوب وهو مريض . إذ حلف على أن يضرب امرأته مائة جلدة . ولقد اختلفوا في السبب الذي جعله يحلف مثل هذه اليمين . وأصوب ما ذُكر في ذلك من أسباب أنها خالفته في بعض المهمات ؛ إذ ذهبت في بعض شأنه فأبطأت فحلف ؛ ليضربها مائة إذا برئ من مرضه . ولما كانت حسنة الخلق ، صابرة مطيعة لله حلّلَ الله يمينه بأهون طريقة عليه وعليها وهي أن يضربها بقبضة من حشيش مختلط الرطب باليابس . وبذلك فقد بَرَّ أيوب بيمينه وَوَفّى بما ألزم نفسه به من قسم ؛ فإنه ما كان ينبغي له أن يجازي هذه المرأة المؤمنة الصابرة الفضلى بالضرب المؤلم وقد كانت خير معوان له في حياته بعظيم خدمتها له وبالغ حَدْبها واصطبارها عليه في سنِّي الكرب والشدة .

قوله : { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ذلك إكرام من الله لعبده ونبيه أيوب عليه السلام بثنائه عليه لصبره على البلاء ؛ إذ لم يحمله ذلك على الجزع أو الخروج عن طاعة الله { نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } رجّاع إلى الله بالإنابة والخشوع والطاعة .