لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثٗا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡۗ إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (44)

{ وخذ بيدك ضغثاً } أي ملء كفك من حشيش أو عيدان أو ريحان { فاضرب به ولا تحنث } وكان قد حلف أن يضرب امرأته مائة سوط فشكر الله حسن صبرها معه فأفتاه في ضربها وسهل له الأمر وأمره بأن يأخذ ضغثاً يشتمل على مائة عود صغار فيضربها به ضربة واحدة ففعل ولم يحنث في يمينه وهل ذلك لأيوب خاصة أم لا ؟ فيه قولان أحدهما أنه عام . وبه قال ابن عباس وعطاء بن أبي رباح والثاني أنه خاص بأيوب .

قاله مجاهد واختلف الفقهاء فيمن حلف أن يضرب عبده مائة سوط فجمعها وضربه بها ضربة واحدة .

فقال مالك والليث بن سعيد وأحمد لا يبر .

وقال أبو حنيفة والشافعي إذا ضربه ضربة واحدة فأصابه كل سوط على حدة فقد بر واحتجوا بعموم هذه الآية .

{ إنا وجدناه صابراً } : أي على البلاء الذي ابتليناه به { نعم العبد إنه أواب } .