" ما أنت بنعمة ربك بمجنون " هذا جواب القسم وهو نفي ، وكان المشركون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إنه مجنون ، به شيطان . وهو قولهم : " يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون{[15220]} " [ الحجر : 6 ] فأنزل الله تعالى ردا عليهم وتكذيبا لقولهم { ما أنت بنعمة ربك بمجنون } أي برحمة ربك . والنعمة ها هنا الرحمة . ويحتمل ثانيا - أن النعمة ها هنا قسم ، وتقديره : ما أنت ونعمة ربك بمجنون ؛ لأن الواو والباء من حروف القسم . وقيل هو كما تقول : ما أنت بمجنون ، والحمد لله . وقيل : معناه ما أنت بمجنون ، والنعمة لربك ؛ كقولهم : سبحانك اللهم وبحمدك ؛ أي والحمد لله . ومنه قول لبيد :
وأفردتُ في الدنيا بفقد عشيرتي *** وفارقني جارٌ بأربَدَ نافعُ
أي وهو أربد{[15221]} . وقال النابغة :
لم يُحْرَمُوا حسنَ الغذاء وأمُّهم *** طَفَحَتْ عليك بناتِقٍ مِذْكَارِ
أي هو ناتق . والباء في " بنعمة ربك " متعلقة " بمجنون " منفيا ، كما يتعلق بغافل مثبتا . كما في قولك : أنت بنعمة ربك غافل . ومحله النصب على الحال ، كأنه قال : ما أنت بمجنون منعما عليك بذلك .
قوله : { ما أنت بنعمة ربك بمجنون } وهذا جواب القسم . ما نافية . وأنت اسمها ، وخبرها { بمجنون } والله بذلك ينفي الجنون عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، إذ رماه به المشركون الظالمون ، فقد كانوا يقولون : إن محمدا مجنون . إن ذلكم افتراء وباطل ، يهذي به الأفاكون السفهاء على خير الأنام ورسول البشرية ، أكمل الناس صفاتا ، وأكرمهم أخلاقا ، عليه أفضل الصلاة والسلام .
والمعنى : أنت لست بنعمة الله عليك ، ورحمته بك ، بمجنون يا محمد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.