مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ} (2)

أي بإنعامه عليك بالنبوة وغيرها ف { أَنتَ } اسم «ما » وخبرها { بِمَجْنُونٍ } و { بِنِعْمَةِ رَبّكَ } اعتراض بين الاسم والخبر ، والباء في { بِنِعْمَةِ رَبّكَ } تتعلق بمحذوف ، ومحله النصب على الحال ، والعامل فيها { بِمَجْنُونٍ } وتقديره : ما أنت بمجنون منعماً عليك بذلك . ولم تمنع الباء أن يعمل مجنون فيما قبله ، لأنها زائدة لتأكيد النفي ، وهو جواب قولهم { وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الذي نُزّلَ عَلَيْهِ الذكر إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } [ الحجر : 6 ]