محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ} (2)

وقوله : { ما أنت بنعمة ربك بمجنون } جواب القسم ، قصد به تكذيب المشركين في إفكهم المحدث عنه بآية{[7190]} { وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون } .

قال الزجاج { أنت } هو اسم { ما } ، و { بمجنون } الخبر ، وقوله { بنعمة ربك } كلام وقع في البين . والمعنى انتفى عنك الجنون بنعمة ربك ، كما يقال أنت بحمد الله عاقل ، وأنت بحمد الله فهم ، ومعناه أن تلك الصفة المحمودة إنما حصلت ، والصفة المذمومة إنما زالت بواسطة إنعام الله ولطفه وإكرامه ، فالباء في { بنعمة } متعلقة بمعنى النفي المدلول عليه ، ب ( ما ) والباء في { بمجنون } زائدة .


[7190]:15/ الحجر/ 6.