لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

قوله جل ذكره : { بسم الله الرحمان الرحيم } .

" بسم الله " كلمة من تحقق بها شرف من الحق مناله ، وصفت عنده أحواله ، وخلع على نفسه رداء الأفضال ، وألبس قلبه جلال الإقبال ، وأفرد روحه بروح لطف الجمال ، واستخلص سره بكشف وصف الجلال .

قوله جل ذكره : { حم } .

أي حُمَّ أمرٌ كائن .

ويقال " الحاء " إشارة إلى حِلْمِه " والميم " إشارة إلى مجده أي : بحِلْمي ومجدي لا أُخَلِّدُ في النار مَنْ آمنَ بي .

ويقال هذه الحروف مفاتح أسمائه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية ، وهي في جلال شأنها وعظيم قدرها ، فياضة بالمعاني والأخبار والعبر ، حافلة بألوان الترهيب والتحذير والتذكير مما فيه موعظة بالغة ومزدَجَر . ويأتي في طليعة ذلك كله بيان كريم بصفة الله جل وعلا على أنه { غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو } .

وفي السورة إخبار عن الأمم السابقة الذين نكلوا عن دين الله ، وآذوا النبيين الذين أرسلوا إليهم وهمّوا بقتلهم .

وفي السورة تذكير بأهوال يوم القيامة ، يوم التلاق ؛ إذ تتلاقى الخلائق في يوم عصيب بئيس ، فظيع الكرب ، شديد الزحام ؛ إذ الناس فيه مضطربون وجلون مذعورون .

وتتضمن السورة إنباءً عن قصة فرعون وظلمه وطغيانه وتجبره وفساده في الأرض . إن ذلكم شقي أثيم أسرف في الكفر والعتو وهَمَّ بقتل موسى عليه السلام لولا أن تجرجر ذلك الطاغوت خاسئا مدحورا غريقا وقومه المجرمون في البحر .

وفي السورة لون من ألوان التخاصم والتلاوم في النار بين الكبراء المضلين والأتباع الضالين . وثمة إعلان رباني داوٍ بأن الله ينصر رسله والذين آمنوا معهم في هذه الحياة ويوم يقوم الأشهاد .

وفيها تحضيض كريم من الله على الدعاء . لا جرم أن الدعاء ضرب عظيم من ضروب العبادة التي تكشف عن شديد الإخلاص لله وصادق الإنابة إليه .

إلى غير ذلك من البراهين والعبر وألوان الإنذار والترهيب والتخويف والذكر ما فيه موعظة لكل متدبِّر مدَّكر .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى : { حم ( 1 ) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ( 2 ) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ( 3 ) مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ } .

{ حم } ، من فواتح السور . وهي وأمثالها من المتشابه الذي استأثر الله بعلم ما يراد بها .