وهي سورة المؤمن ، وتسمى سورة الطول . وهي مكية في قول الحسن وعطاء وعكرمة وجابر . قال الحسن إلا قوله : { وسبح بحمد ربك } لأن الصلوات نزلت بالمدينة . وقال ابن عباس وقتادة : إلا آيتين نزلتا بالمدينة ، وهما { إن الذين يجادلون في آيات الله } والتي بعدها ، وهي خمس وثمانون آية ، وقيل اثنتان وثمانون آية . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : أنزلت سورة حم المؤمن بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله . وأخرج ابن الضريس والنحاس والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : أنزلت الحواميم السبع بمكة . وأخرج ابن مردويه والديلمي عن سمرة بن جندب قال نزلت الحواميم جميعاً بمكة . وأخرج محمد بن نصر وابن مردويه عن أنس بن مالك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إن الله أعطاني السبع الحواميم مكان التوراة ، وأعطاني الراءات إلى الطواسين مكان الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور ، وفضلني بالحواميم والمفصل ما قرأهن نبي قبلي » . وأخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن عباس قال : إن لكل شيء لباباً ، وإن لباب القرآن ال حم . وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن المنذر والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال : الحواميم ديباج القرآن وأخرج أبو عبيد ومحمد بن نصر وابن المنذر عنه قال : إذا وقعت في ال حم وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن . وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الحوميم ديباج القرآن » . وأخرج البيهقي في الشعب عن خليل بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الحواميم سبع ، وأبواب النار سبع ، تجيء كل حم منها تقف على باب من هذه الأبواب تقول : اللهم لا تدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأني » . وأخرج أبو عبيد وابن سعد ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ حم المؤمن إلى { إليه المصير } وآية الكرسي حين يصبح ، حفظ بهما حتى يمسي ، ومن قرأهما حين يمسي ، حفظ بهما حتى يصبح } .
قوله : { حم } قرأ الجمهور بفتح الحاء مشبعاً ، وقرأ حمزة والكسائي بإمالته إمالة محضة . وقرأ أبو عمرو بإمالته بين بين ، وقرأ الجمهور { حم } بسكون الميم كسائر الحروف المقطعة . وقرأ الزهري بضمها على أنها خبر مبتدأ مضمر أو مبتدأ ، والخبر ما بعده . وقرأ عيسى بن عمر الثقفي بفتحها على أنها منصوبة بفعل مقدر ، أو على أنها حركة بناء لا حركة إعراب . وقرأ ابن أبي إسحاق ، وأبو السماك بكسرها لالتقاء الساكنين ، أو بتقدير القسم . وقرأ الجمهور بوصل الحاء بالميم . وقرأ أبو جعفر بقطعها .
وقد اختلف في معناه ، فقيل هو اسم من أسماء الله ، وقيل : اسم من أسماء القرآن . وقال الضحاك والكسائي معناه : قضى ، وجعلاه بمعنى حمّ أي قضى ووقع ، وقيل : معناه حمّ أمر الله ، أي قرب نصره لأوليائه ، وانتقامه من أعدائه . وهذا كله تكلف لا موجب له ، وتعسف لا ملجأ إليه ، والحق أن هذه الفاتحة لهذه السورة ، وأمثالها : من المتشابه الذي استأثر الله بعلم معناه كما قدّمنا تحقيقه في فاتحة سورة البقرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.