سبع الحواميم مكيات ، قالوا بإجماع .
وقيل : في بعض آيات هذه السور مدني .
وفي الحديث : « أن الحواميم ديباج القرآن » وفيه : « من أراد أن يرتع في رياض مونقة من الجنة فليقرأ الحواميم » ، وفيه : « مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب وهذه الحواميم مقصورة على المواعظ والزجر وطرق الآخرة وهي قصار لا تلحق فيها سآمة »
وقرئ : بفتح الحاء ، اختيار أبي القاسم بن جبارة الهذلي ، صاحب كتاب : ( الكامل في القرآن ) ، وأبو السمال : بكسرها على أصل التقاء الساكنين ، وابن أبي إسحاق وعيسى : بفتحها ، وخرج على أنها حركة التقاء الساكنين ، وكانت فتحة طلباً للخفة كأين ، وحركة إعراب على انتصابها بفعل مقدر تقديره : اقرأ حم .
وفي الحديث : « أن أعرابياً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حم ما هو ؟ فقال : أسماء وفواتح سور » ، وقال شريح بن أبي أوفى العبسي :
يذكرني حاميم والرمح شاجر *** فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وجدنا لكم في آل حميم آية *** تأولها منا تقي ومعرب
أعربا حاميم ، ومنعت الصرف للعلمية ، أو العلمية وشبه العجمة ، لأن فاعيل ليس من أوزان أبنية العرب ، وإنما وجد ذلك في العجم ، نحو : قابيل وهابيل .
وتقدم فيما روي في الحديث جمع حم على الحواميم ، كما جمع طس على الطواسين .
وحكى صاحب زاد المسير عن شيخه ابن منصور اللغوي أنه قال : من الخطأ أن تقول : قرأت الحواميم ، وليس من كلام العرب ؛ والصواب أن يقول : قرأت آل حم .
وفي حديث ابن مسعود : « إذا وقعت في آل حميم وقعت في روضات دمثات » انتهى .
فإن صح من لفظ الرسول أنه قال : « الحواميم كان حجة على من منع ذلك » ، وإن كان نقل بالمعنى ، أمكن أن يكون من تحريف الأعاجم .
ألا ترى لفظ ابن مسعود : « إذا وقعت في آل حميم » ، وقول الكميت : وجدنا لكم في آل حاميم ؟ وتقدم الكلام على هذه الحروف المقطعة في أول البقرة ، وقد زادوا في حاميم أقوالاً هنا ، وهي مروية عن السلف ، غنينا عن ذكرها ، لاضطرابها وعدم الدليل على صحة شيء منها .
فإن كانت حم اسماً للسورة ، كانت في موضع رفع على الابتداء ، وإلا فتنزيل مبتدأ ، ومن الله الخبر ، أو خبر ابتداء ، أي هذا تنزيل ، ومن الله متعلق بتنزيل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.