لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (11)

قوله جل ذكره : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .

أيُّ حُصْلةٍ حَصَلت فمِنْ قِبَلِه خَلْقاً ، وبعلمه وإرادته حُكماً .

{ ومن يؤمن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ } حتى يهتدي إلى الله في السَّراء والضَّراء - اليومَ - وفي الآخرة يهديه إلى الجنة .

ويقال : { يَهْدِ قَلْبَهُ } للأخلاق السنيَّة ، والتنقِّي من شُحِّ النَّفْس .

ويقال : { يَهْدِ قَلْبَهُ } لاتِّباع السُّنَّةِ واجتنابِ البِدْعة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (11)

وبعد أن بين مصير الناس وأنهم قسمان : كافر بالله مكذِّب لرسله ومصيرُهُمْ النار ، ومؤمن بالله ومصدّق لرسله ويعمل الصالحات فهو من أهل الجنة ، بيّن هنا أمراً عظيما بقوله :

{ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله . . } .

إن ما يصيب الإنسان من خير أو شر إنما يكون بقضاء الله وقدَره بحسب النُظم التي وضعها للكون . فعلى الإنسان أن يجدَّ ويعمل ، ثم لا يبالي بعد ذلك بما يأتي به القضاء . على المرء أن يبذل جهده ويسعى في جلب الخير ودفع الضُرّ ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، وأن يتوكل على الله ويؤمن به خالص الإيمان .

{ وَمَن يُؤْمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } فالإيمان يضيء القلبَ ويشرح الصدر لخير العمل ، وأيّ نعمةٍ أعظمُ من هذه النعمة ! ! .