إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (11)

{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ } من المصائبِ الدنيويةِ { إِلاَّ بِإِذْنِ الله } أي بتقديرِهِ وإرادتِهِ كأنَّها بذاتِهَا متوجهةٌ إلى الإنسانِ متوقفةٌ على إذنِهِ تعالى : { وَمَن يُؤْمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ } عند إصابتِهَا للثباتِ والاسترجاعِ وقيل يهدِ قلبَهُ حتَّى يعلمَ أنَّ ما أصابَهُ لم يكُنْ ليخطئَهُ وما أخطأهُ لم يكُن ليصيبَهُ وقيلَ يهدِ قلبَهُ أي يلطفُ بهِ ويشرحُهُ لازديادِ الطاعةِ والخيرِ . وقُرِئَ يُهْدَ قلبُهُ على البناءِ للمفعولِ ورفعِ قلبَهُ ، وقُرِئَ بنصبِه على نهجِ سفِه نفسَهُ وقُرِئَ بالهمزةِ أي يسكُن { والله بِكُلّ شَيْء } من الأشياء التي من جُملتِهَا القلوبُ وأحوالِهَا { عَلِيمٌ } فيعلمُ إيمانَ المؤمنِ ويهدي قلبَهُ إلى ما ذُكِرَ .