فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (11)

{ ما أصاب } كل أحد { من مصيبة } من المصائب { إلا بإذن الله } أي بقضائه وقدره قال الفراء : أي بأمر الله وقيل : بعلم الله وقيل وسبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقا لصانهم الله عن المصائب في الدنيا ، قال ابن مسعود في الآية : هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى { ومن يؤمن بالله } أي من يصدق ويعلم أنه لا يصيبه إلا ما قدره الله عليه { يهد قلبه } للصبر والرضاء بالقضاء ، قال مقاتل بن حيان : يهد قلبه عند المصيبة فيعلن أنها من الله فيسلم لقضائه ، ويسترجع عند حلوله .

وقال سعيد بن جبير : يهد قلبه عند المصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون وقال الكلبي : هو إذا ابتلى صبر ، وإذا أنعم عليه شكر ، وإذا ظلم غفر . وقال ابن عباس في الآية : يعني يهد قلبه لليقين ، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . قرأ الجمهور يهد بفتح الياء وكسر الدال أي يهده الله وقرئ بضم الياء وفتح الدال على البناء للفعول ونهد بالنون ويهدأ بهمزة ساكنة ورفع قلبه أي يطمئن ويسكن { والله بكل شيء عليم } أي بليغ العلم لا تخفى عليه من ذلك خافية .