فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (11)

{ ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ( 11 ) } .

ما نزلت بلية وحلت بمن حلت به إلا بعلمه سبحانه وقضائه . [ أي ما أصاب أحد مصيبة على أن المفعول محذوف ، و{ من } زائدة ، و{ مصبية } فاعل ، وعدم إلحاق التاء في مثل ذلك فصيح . . وقد نصوا على أنها تستعمل فيما يصيب العبد من الخير وفيما يصيبه من الشر . . . ]{[7046]} .

[ وقيل : سبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقا ، لصانهم الله عن المصائب في الدنيا ، فبين الله تعالى أن ما أصاب من مصيبة في نفس أو مال أو قول أفعل ، يقتضي هما أو يوجب عقابا عاجلا أو آجلا فبعلم الله وقضائه ]{[7047]} .

{ ومن يؤمن بالله } وكل مستيقن بسلطان ربنا وتدبيره وحده الأمر { يهد قلبه } ليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، فإذا ابتلى صبر ، وإذا أنعم عليه شكر ، وإذا ظلم غفر ، { والله بكل شيء عليم } وعلم ربنا محيط بكل شيء ظاهر أو باطن فلا يعزب ولا يغيب عنه حال من رضى ، ولا حال من سخط .

قال جار الله : يلطف به ويشرحه للازدياد من الطاعة والخير . اه .


[7046]:- ما بين العارضتين مما أورد الألوسي جـ 28، ص 124.
[7047]:- ما بين العارضتين مما أورد الألوسي جـ 28، ص 143