وإن تعجبُ - يا محمد - لقولهم فهذا موضعٌ يَتَعَجَّبُ منه الخَلْق ، فالعَجَبُ لا يجوز في صفة الحقِّ ، إذ إن التعجبَ الاستبعادُ والحقُّ لا يَسْتَبْعِدُ شيئاً ، وإنما أثبت موضعَ التعجب للخَلْق ، وحَسَنٌ ما قالوا : " إنما تعجب من حجب " لأنَّ مَنْ يَنَلْ عيونَ البصيرةِ لا يتعجَّبُ مِنْ شيء .
وقومٌ أطلقوا اللفظ بأن هذا من باب الموافقة أي إنك إن تعجب فهذا عجب موافقتك له .
وإطلاق هذا - وإن كان فيه إشارة إلى حالة لطيفة - لا يجوز ، والأدبُ السكوتُ عن أمثال هذا . والقوم عبّروا عن ذلك فقالوا : أعجبُ العجبِ قول ما لا يجوز في وصفه العجب . . وإنْ تعجَّب .
وقوله تعالى : { أَءِذَا كُنَّا تُرَاَباً أءِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ } : استبعادُهم النشأةَ الثانيةَ- مع إقرارهم بالخَلْقِ الأولِ وهما في معنىً واحد - موضعُ التعجب ، إذ هو صريح في المناقضة ، وكان القومُ أَصحابَ تمييز وتحصيل ، فقياسٌ مثل هذا يدعو إلى العجب . ولكن لولا أن الله - سبحانه - لَبَّسَ عليهم كما قال : { فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } [ يس :9 ] - وإلا ما كان ينبغي أَنْ يخفي عليهم جواز هذا مع وضوحه1 .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.