بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٞ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَاقِهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (5)

ثم قال تعالى :

{ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } قال الكلبي : يعني : إن تعجب من تكذيب أهل مكة لك ، وكفرهم بالله ، { فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } يقول : أعجب من ذلك قولهم . { أَءذَا كُنَّا تُرَابًا } وقال مقاتل : { وَإِن تَعْجَبْ } مما أوحينا إليك من القرآن ، تعجب . قولهم : { أَءذَا كُنَّا تُرَابًا } { أئنا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ } إكذاباً منهم بالبعث . قرأ الكسائي : { أَءذَا } بهمزتين على وجه الاستفهام ، { آيذا } بهمزة واحدة . وقرأ عاصم وحمزة كليهما : بهمزتين . وقرأ أبو عمرو : { ***آيِذَا } بهمزة واحدة مع المد ، وكذلك في قوله : { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا } بالمد . وقرأ ابن كثير : { ***أَيِذَا } بالياء ، وكذلك { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا } ، وقرأ ابن عامر { إيذا كُنَّا } بهمزة واحدة بغير استفهام ، { أَيُّنَا } بالهمزة والمد . قال : لأنهم لم يشكوا في الموت ، وإنما شكوا في البعث ، فينبغي أن يكون الاستفهام في الثاني دون الأول .

ثم قال تعالى : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ } يعني : جحدوا بوحدانية الله تعالى { وَأُوْلَئِكَ الأغلال فِى أعناقهم } يعني : تغل أيمانهم على أعناقهم بالحديد في النار { وَأُوْلئِكَ أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون } أي : دائمون فيها ، ولا يخرجون منها .