قوله : { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } أي : إن تعجب يا محمد من تكذيبهم لك بعد ما كنت عندهم من الصادقين فأعجب منه تكذيبهم بالبعث ، والله تعالى لا يجوز عليه التعجب ؛ لأنه تغير النفس بشيء تخفى أسبابه وإنما ذكر ذلك ليعجب منه رسوله وأتباعه . قال الزجاج : أي هذا موضوع عجب أيضاً أنهم أنكروا البعث ، وقد بين لهم من خلق السماوات والأرض ما يدل على أن البعث أسهل في القدرة . وقيل : الآية في منكري الصانع ، أي : إن تعجب من إنكارهم الصانع مع الأدلة الواضحة بأن المتغير لا بدّ له من مغير ، فهو محل التعجب ، والأول أولى لقوله : { أإذا كنا تراباً أئنا لفي خلق جديد } وهذه الجملة في محل رفع على البدلية من { قولهم } ، ويجوز أن تكون في محل نصب على أنها مقول القول ، والعجب على الأول كلامهم ، وعلى الثاني تكلمهم بذلك ، والعامل في «إذا » ما يفيده قوله : { أإنا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } وهو نبعث أو نعاد ، والاستفهام منهم للإنكار المفيد لكمال الاستبعاد ، وتقديم الظرف في قوله : { لَفِي خَلْقٍ } لتأكيد الإنكار بالبعث ، وكذلك تكرير الهمزة في قوله : " أإنا " . ثم لما حكى الله سبحانه ذلك عنهم حكم عليهم بأمور ثلاثة : الأول : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِمْ } أي : أولئك المنكرون لقدرته سبحانه على البعث : هم المتمادون في الكفر الكاملون فيه ، والثاني { وَأُوْلَئِكَ الأغلال فِي أعناقهم } الأغلال : جمع غلّ ، وهو طوق تشد به اليد إلى العنق ، أي : يغلون بها يوم القيامة ، وقيل : الأغلال أعمالهم السيئة التي هي لازمة لهم لزوم الأطواق للأعناق . والثالث : { وَأُوْلئِكَ أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون } لا ينفكون عنها بحال من الأحوال ، وفي توسيط ضمير الفصل دلالة على تخصيص الخلود بمنكري البعث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.