محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{۞وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٞ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبًا أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَغۡلَٰلُ فِيٓ أَعۡنَاقِهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (5)

/ [ 5 ] { * وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 5 } .

{ وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي : إن تعجب من شيء فقولهم عجيب حقيق بأن يقتصر عليه التعجب ، لأن من شاهد ما عدّد من الآيات العجيبة التي تدل على قدرة يصغر عندها كل عظيم أيقن بأن من قدر على إنشائها ولم يعي بخلقها ، كانت الإعادة أهون شيء عليه وأيسره . فكان إنكارهم أعجوبة من الأعاجيب . وجوز أن يكون خطابا لكل من يصلح له ، أي : إن تعجب ، يا من نظر في هذه الآيات ، وعلم قدرة من هذه أفعاله ، فازداد تعجبا ممن ينكر ، مع هذا ، قدرته على البعث ، وهو أهون من هذه !

قال أبو السعود : والأنسب بقوله{[5048]} : { ويستعجلونك بالسيئة } هو الأول و ( عجب ) خبر قدم على المبتدأ للقصر ، والتسجيل من أول الأمر يكون قولهم ذاك أمرا عجيبا .

وقوله تعالى : { أولئك } أي المنكرون لقدرته على البعث { الذين كفروا بربهم } أي : تمادوا في الكفر ، فإن من أنكر قدرته تعالى فقد أنكره ، لأن الإله لا يكون عاجزا ، وفيه تكذيب لخبره ولرسله عليهم السلام { وأولئك الأغلال في أعناقهم } أي : السلاسل في أيمانهم مشدودة إلى أعناقهم يوم القيامة ، لأنهم غلوا أفكارهم عن النظر في هذه الأمور كما جعلوا خالقهم مغلول القدرة على ذلك وهو القادر الحكيم . { وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون . } .


[5048]:[13 / الرعد / 6].