جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَأَعۡرَضُواْ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ وَبَدَّلۡنَٰهُم بِجَنَّتَيۡهِمۡ جَنَّتَيۡنِ ذَوَاتَيۡ أُكُلٍ خَمۡطٖ وَأَثۡلٖ وَشَيۡءٖ مِّن سِدۡرٖ قَلِيلٖ} (16)

{ فأعرضوا } : عن الشكر إلى عبادة الشمس ، وكذبوا الأنبياء{[4145]} { فأرسلنا عليهم سيل العرم } العرم : الوادي أو الماء الغزير أو الصعب أو الجرذ ، وهو نوع من الفأر الذي نقب عليهم السد { وبدّلناهم بجنتيهم جنّتين ذواتي أكل خمط } : أراك{[4146]} قيل : كل شجر ذي شوك أو كل نبت مر فهو خمط ، والأكل الثمر وأصله أُكُل أُكَل خمط فأقيم المضاف إليه مقام المضاف ، { وأثل } هو الطرفاء أو شجر يشبهه عطف على أكل ، فإنه الأثل لا أكل له ، { وشيء من سدر قليل } هو أجود أشجارهما وتسمية البدل جنة للمشاكلة ، وفيه من التهكم ، كان قدام قريتهم سد عظيم يجتمع خلفه الماء فيستعملونه على قدر حاجاتهم ، فلما كذبوا الرسل سلط الله عليه الجرذ فنقبه وغرقهم ،


[4145]:عن وهب أرسل الله إليهم ثلاثة عشر نبيا وقال السدي: اثني عشر ألف نبي فالله أعلم / 12 منه.
[4146]:فسره بالأراك جماعة من مشاهير السلف كابن عباس - رضي الله عنه- والحسن وقتادة والسدي الكبير / 12 منه.