قوله عز وجل { فأعرضوا } يعني عن أمره وإتباع رسله .
{ فأرسلنا عليهم سيل العرم } فيه خمسة أقاويل :
أحدها : أن العرم المطر الشديد ، قاله ابن عباس .
الثاني : أن العرم هو المسنا{[2256]} بالحبشية ، قاله مجاهد . وقال الأخفش : بل هو عربي وأنشد قول الأعشى :
وفي ذاك للمؤتسي أسوة ومأرب عفى عليه العرم
رخام بنته لهم حمير إذا جاء موّاره لم يرم{[2257]}
الثالث : أنه اسم الوادي ، وكان هذا الوادي يجتمع فيه سيول من أودية شتى فسدّه القوم بين جبلين بالحجارة والقار ، وجعلوا له أبوابا يأخذون منه ما شاؤوا ، فلما تركوا أمر الله بعث عليهم جرذا يقال له الخلد فخرقه ، فأغرق الله تعالى بساتينهم وأفسد به أرضهم ، قاله قتادة .
الرابع : أن العرم ماء أحمر أرسله الله عز وجل في السد فشقه وهدمه ، قاله مجاهد وابن نجيح .
الخامس- أن العرم هو الجرذ الذي نقب السد ؛ حكاه ابن عيسى .
وحكى عن ابن عباس قال : كان سيل العرم في ملك ذي الأذعار بن ذي حسان .
{ وبدّلناهم بجنّتيهم جنّتين } لم يكن ما بدلوا به من جنّتيهم جنتين وإنما سماهما بذلك على وجه المقابلة كما قال تعالى : { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه } وليس الثاني اعتداء وإنما سماه بالاعتداء . قال قتادة بينا شجر القوم من خير الشجر إذ صيره الله تعالى من شر الشجر عقوبة بأعمالهم . قال تعالى : { ذلك جزيناهم بما كفروا } . الآية .
{ ذواتي أكل خمط وأثل } أما الأكل ففي قولان
أحدهما : أنه البرير ثمر الخمط ، قاله قتادة .
الثاني : أنه اسم كل شجر ، قاله يحيي بن سلام .
أحدها : أنه الأراك ، قاله ابن عباس والخليل .
الثاني : أنه كل شجر ذي شوك ، قاله أبو عبيدة .
الثالث : أنه كل نبت فيه مرارة لا يمكن أكله ، قاله الزجاج .
أحدها : أنه الطرفاء ، قاله ابن عباس . وقال قتادة يشبه الطرفاء رأيته بفيد .
الثاني : أنه النضار ، قاله السدى .
الثالث : أنها شجرة حطب لا يأكلها شيء ، قاله عمرو بن شرحبيل . الرابع : أنها السّمر ، حكاه ابن عيسى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.