مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَأَعۡرَضُواْ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ وَبَدَّلۡنَٰهُم بِجَنَّتَيۡهِمۡ جَنَّتَيۡنِ ذَوَاتَيۡ أُكُلٍ خَمۡطٖ وَأَثۡلٖ وَشَيۡءٖ مِّن سِدۡرٖ قَلِيلٖ} (16)

{ فَأَعْرِضُواْ } عن دعوة أنبيائهم فكذبوهم وقالوا ما نعرف لله علينا نعمة { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العرم } أي المطر الشديد أو العرم اسم الوادي أو هو الجرذ الذي نقب عليهم السّكر لما طغوا سلط الله عليهم الجرذ فنقبه من أسفل فغرقهم { وبدلناهم بِجَنَّتَيْهِمْ } المذكورتين { جَنَّتَيْنِ } وتسمية البدل جنتين للمشاكلة وازدواج الكلام كقوله { وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا } [ الشورى : 40 ] { ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ } الأكل الثمر يثقل ويخفف وهو قراءة نافع ومكي ، والخمط شجر الأراك ، وقيل : كل شجر ذي شوك { وَأَثْلٍ وَشَىْء مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ } الأثل شجر يشبه الطرفاء أعظم منه وأجود عوداً ، ووجه من نون الأكل وهو غير أبي عمرو أن أصله ذواتي أكل خمط فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، أو وصف الأكل بالخمط كأنه قيل : ذواتي أكل بشع ، ووجه أبي عمر أن أكل الخمط في معنى البرير وهو ثمر الأراك إذا كان غضاً فكأنه قيل ذواتي برير ، والأثل والسدر معطوفان على { أَكَلَ } لا على { خَمْطٍ } لأن الأثل لا أكل له . وعن الحسن : قلل السدر لأنه أكرم ما بدلوا لأنه يكون في الجنان