مَنْ أقصاه الحقُّ عن محلِّ التقريب ، وأرخى له عنان الإمهال وَكَلَه إلى مكره ، ولبَّسَ عليه حاله وسِرَّه ، فهو ينهمك في أودية حسبانه ، وإنما يسعى في أمر نفسه فيعمل بما يعود إليه وبالُه ، فأَمَرَ نَبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بترك المبالاة بأمثالهم ، وقلة الاهتمام بأحوالهم ، وعرَّفه أنهم بمعزلٍ عن رحمته ؛ وإِنَّ مَنْ ردَّته القسمة الأزلية لا تنفعه الأعلال في الاستقبال ، فقال : { وَمَن يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئًا } يعني إِنْ أَهَّلَه الله للحرمان ، وقيّده بشباك الخذلان فشفاعة الأغيار فيه غير مقبولة ، ولطائف القبول إليه غير موصولة .
قوله جلّ ذكره : { أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبُهُمْ } .
أولئك الذين لم تعجن طينتُهم بماء السعادة فَجُبِلوا على نجاسة الشِرْك فإن عدم الطهارة الأصلية لا يتنقَّى بفنون المعاملات .
ويقال : { وَمَن يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ } : مَنْ أرسل عليه غاغة الهوى ، وسلَّط عليه نوازع المنى ، وأذلَّه ( . . . . ) القضاء ، فليس يلقى عليه غير الشقاء .
قوله جلّ ذكره : { لَهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .
وَرَدُوا من الهوان إلى الهوان ، ووُعِدُوا بالفراق ، وَرُدُّوا إلى الاحتراق ، فلا تدري أي حالِهم أقرب من استيجاب الذل ؟ بدايتهم في الرد أم نهايتهم في الشِرْك والجحد ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.