المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّـٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّـٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ يَقُولُونَ إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُواْۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (41)

تفسير الألفاظ :

{ الذين هادوا } اليهود . يقال هاد يهود هودا ، أي رجع ، وإنما سمي اليهود بذلك لأنهم قالوا : هدنا إليك أي رجعنا إليك تائبين . { لقوم آخرين } أي من اليهود أيضا لم يحضروا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم تكبرا وبغضا . { يحرفون الكلم من بعد مواضعه } أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها ، إما لفظا بإهماله أو بتغيير وضعه ، وإما معنى بحمله على غير المراد منه . { إن أوتيتم هذا } أي هذا الكلام المحرف . { فتنته } ضلالته أو فضيحته . { خزي }أي ذل وفضيحة ، فعله خزي يخزى خزيا فهو خز وخزيان .

تفسير المعاني :

يا أيها الرسول لا يكدرك صنيع الذين يقعون في الكفر مسرعين من المنافقين الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ، ومن اليهود ، فهم سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يحضروا مجلسك تكبرا وبغضا ، يميلون بالكلام عن مواضعه التي وضعه الله فيها ، إما بإهماله أو بتغيير وضعه ، وإما بحمله على غير المراد منه . ومن يرد الله ضلالته فلن تملك إنقاذه ، أولئك لم يشأ الله أن يطهر قلوبهم ، لهم في الدنيا ذل وفضيحة ولهم في الآخرة عذاب عظيم .