التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّـٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّـٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ يَقُولُونَ إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُواْۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (41)

قوله تعالى : ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيهم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم )

قال مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ، كلاهما عن أبي معاوية ، قال يحيى : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن البراء بن عازب قال : مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما مجلودا ، فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال : " هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ " . قالوا : نعم . فدعا رجلا من علمائهم ، فقال :

" أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ " .

قال : لا . ولولا أنك نشدتني بهذا لما أخبرتك . نجده الرجم . ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد . قلنا : تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع ، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه " . فأمر به

فرجم . فأنزل الله عز وجل : ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ) إلى قوله : ( إن أوتيتم هذا فخذوه ) . يقول : ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه ، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )( 5 /المائدة /44 ) . ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )( 5 /المائدة /45 ) . ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )( 5 /المائدة 47 ) في الكفار كلها .

( صحيح مسلم 3/2713ح1700- ك الحدود ، ب رجم اليهود ، أهل الدمة ، في الزنى ) . محمما : مسود الوجه ، من الحمحمة : الفحممة ، وجمعها حمم . ( النهاية لابن الأثير 1-444 ) .

أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ( آمنا بأفواههم )قال يقول : هم المنافقون ( سماعون لقوم آخرين )قال : هم أيضا سماعون لليهود .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس قوله ( يحرفون الكلم )يعني يحرفون حدود الله في التوراة .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ( إذ أوتيتم هذا )إن وافقكم هذا فخذوه . يهود تقوله للمنافقين .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس ( وإن لم تؤتوه فاحذروا ) يقول : إن أمركم محمد بما أنتم عليه فاقبلوه وإذ خالفكم فاحذروه .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس قوله : ( ومن يرد الله فتنته )يقول : من يرد الله ضلالته ( فلن تملك )لن تغني .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس ( قلوبهم )إنما سمي القلب لتقلبه .