الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّـٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّـٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ يَقُولُونَ إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُواْۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (41)

قوله ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يُحْزِنكَ ) الآية [ 43 ] .

هذه الآية نزلت في أبي لبابة( {[15990]} ) قال : " لبني قريظة –حين حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم- : إنما هو الذبح فلا تنزِلوا على حكم سعد " ( {[15991]} ) . وقيل : ( إنّه )( {[15992]} ) إنما أشار إليهم بيده إلى حلقه( {[15993]} ) يريد أنه الذبح إن نَزَلتم على حكم سعد( {[15994]} ) .

وقيل : " إنها " ( {[15995]} ) نزلت في عبد الله بن صوريا ارتد بعد إسلامه( {[15996]} ) ، وأُمِر النبي ألاّ يَحزن( {[15997]} ) عليه : وقال أبو هريرة : إن أحبار( {[15998]} ) اليهود اجتمعوا في أمر رجل ( زنى بامرأة )( {[15999]} ) وهما محصنان ، فقالوا( {[16000]} ) : امضوا بنا إلى محمد فَسَلوه( {[16001]} ) كيف الحكم فيهما : فإنْ حَكَم بعملكم( {[16002]} ) من التحميم( {[16003]} ) –وهو الجَلد بحبل من ليف( {[16004]} ) مطلي بِقارٍ( {[16005]} )- ثم يُسَوَّد وجهه ثم يُحمل على حمار ويُحوَّل وجهه ما يلي دُبُر الحمار ، وكذلك يُفعل بالمرأة ، فاتَّبِعوه وصدِّقوه ، فإنه ملك ، وإن ( هو )( {[16006]} ) حكَم بالرجم فاحْذَروه( {[16007]} ) على ما في أيديكم( {[16008]} ) .

فأتوا النبي ، فمشى النبي عليه السلام حتى أتى أحبارهم ( فقال لهم )( {[16009]} ) : أَخرِجوا إليَّ أعلمَكم ، فأخرَجوا ابنَ صوريا الأعور –وكان أحدثَهم سنّاً- فخلا به النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا ابن صوريا أُذكِّرك أيادِيَ الله عند بني إسرائيل ، هل تعلم أن الله حكم فيمن( {[16010]} ) زنى بعد إحصانه في التوراة بالرجم ؟ ، فقال : اللّهم نعم ، أما والله يا أبا القاسم إنهم ليعلمون أنك نبي مرسل ، ولكنهم يحسدونك ! فخرج ( رسول الله )( {[16011]} ) فأمر بهما في جماعة –عند باب مسجده( {[16012]} )- فرُجما ، ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا ، فأنزل الله : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يُحْزِنكَ الذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ ) الآية( {[16013]} ) .

وقال البراء : مُرَّ( {[16014]} ) ( على )( {[16015]} ) النبي بيهودي( {[16016]} ) مُحمَّمٍ مجلودٍ ، فدعا( {[16017]} ) النبي رجلاً من علمائهم فقال : [ هكذا ]( {[16018]} ) تجدون حد( {[16019]} ) الزاني فيكم ؟

قال : نعم ، قال : فأُنشِدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، هكذا تجدون حد الزاني ؟ قال : لا ، ولولا أنك نشدتني ما حَدّثتك ، ولكن كثر الزنى في أشرافنا ، فكنّا إذا أخذنا الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد ، فقلنا : تعالوا نجتمع فنضع( {[16020]} ) شيئاً مكان الرجم فيكون على الشريف والوضيع ، فجعلنا التحميم( {[16021]} ) والجلد( {[16022]} ) مكان الرجم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم )( {[16023]} ) أنا( {[16024]} ) أول من أحيا أمرك إذ أماتوه ! ، فأمر به فرجم ، فأنزل الله ( لاَ( {[16025]} ) يُحزِنكَ الذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ ) الآية( {[16026]} ) .

وذكر ابن حبيب( {[16027]} ) أن اليهود أنكرت أن يكون الرجم( {[16028]} ) في التوراة فرضاً عليهم ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : مَن أعلَمُكم يا معشر يهود ؟ ، قالوا : ابن صوريا –وهو غلام منهم أمرد( {[16029]} ) أبيض أعور- فدعاه ( رسول الله )( {[16030]} ) ، [ فقال " له " ( {[16031]} ) ]( {[16032]} ) : أنت أعلم يهود ؟ ، قال : كذلك يزعمون ، قال له رسول الله : فماذا( {[16033]} ) تجدون ( في( {[16034]} ) الرجم ) في كتاب الله الذي أنزله( {[16035]} ) على موسى ؟ قال : يا محمد إنهم يفضحون الشريف ويرجمون الدني ، وجعل [ يَرُوغ ]( {[16036]} ) عما في كتابهم ، فنزل جبريل عليه السلام على ( رسول الله )( {[16037]} ) صلى الله عليه وسلم فقال له : اِسْتَحْلِفْهُ( {[16038]} ) بما آمرك به( {[16039]} ) ، فإن حلف وكذب ، احترق بين يديك وأنت تنظر ، فقال له رسول الله –وهو الذي أمره به جبريل- :

أُنشِدك الله الذي لا إله إلا هو القوي ، إلَه بني إسرائيل الذي [ أخرجكم ]( {[16040]} ) من مصر وفرق لكم البحر –وأحلفه بأشياء كثيرة- هل تجد( {[16041]} ) في التوراة آية الرجم ( على )( {[16042]} ) المحصن ؟ ، قال : نعم ، والله يا محمد لو قلتُ غير هذا لاحترقتُ بين يديك وأنت تنظر( {[16043]} ) .

وقال ابن جرير ومجاهد : " هم " ( {[16044]} ) ( سَمَّاعُونَ/ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ اخَرِينَ )( {[16045]} ) –هم اليهود( {[16046]} )- .

والمعنى : لا يحزنك تسرع ( من تسرع منهم إلى الكفر ، لأنهم آمنوا بألسنتهم ولم ( يؤمنوا بقلوبهم )( {[16047]} ) . ( وَمِنَ الذِينَ هَادُوا ) أي : ولا يحزنك تسرع )( {[16048]} ) الذين هادوا( {[16049]} ) إلى جحود نبوتك ، ثم وصفهم فقال : ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ) أي : هم سماعون للكذب ، وهو قَبولهم ما قال لهم أحبارُهم من الكذب : أن حكم الزاني المحصن –في التوراة- التحميم-( {[16050]} ) والجلد ، وهو صفة لليهود خاصة ، ثم أخبر أنهم سماعون لقوم آخرين لم يأتوا النبي ، وهم أهل الزاني والزانية : بعثوا إلى النبي يسألونه عن الحكم ولم يأتوا النبي( {[16051]} ) .

وقيل : إن السماعين يهود( {[16052]} ) فَدَكٍ ، و " القوم الآخرين( {[16053]} ) " –الذين لم يأتوا النبي- يهود المدينة( {[16054]} ) .

وقيل : المعنى : سماعون من أجل الكذب ، أي : يستمعون( {[16055]} ) منك يا محمد ليكذبوا( {[16056]} ) عليك( {[16057]} ) . ( سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ اخَرِينَ ) أي : يستمعون( {[16058]} ) منك ليُبَلغوا ما سمعوا قوماً آخرين ، فهُمْ عليك عُيون لأولئك الغيب( {[16059]} ) .

( يُحَرِّفُونَ( {[16060]} ) الكَلِمَ ) : أي : يغيرون حكم الله الذي أنزله في التوراة في حكم المحصنين من الزناة ، ومعنى : ( يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ ) أي : حكم الكلم( {[16061]} ) ، ( مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ) أي : من بعد وَضعِ الله ذلك مواضِعَه ، فأحلّ حلاله وحرّم حرامه( {[16062]} ) ، مثل : ( وَلَكِنِ البِرُّ مَنَ امَنَ بِاللَّهِ( {[16063]} ) )( {[16064]} ) .

( يَقُولُونَ إِنُ اُوتِيتُمْ( {[16065]} ) هَذَا فَخُذُوهُ ) أي : ( إن حكم )( {[16066]} ) بهذا الحكم المحرف( {[16067]} ) ( فاقبلوه ، يقول ذلك أحبار اليهود لهم في أمر الزانيين( {[16068]} ) ، [ يقولون ]( {[16069]} ) : إن حكم محمد بينكم( {[16070]} ) بهذا الحكم المحرف )( {[16071]} ) –وهو التحميم والجلد- فخذوه ، ( وَإِن لَّمْ تُوتَوْهُ فَاحْذَرُوا ) أي : وإن لم يحكم بينكم( {[16072]} ) به فاحذروه ولا تؤمنوا به( {[16073]} ) .

وقال السدي : يهود فدك يقولون ليهود المدينة : إن أوتيتم( {[16074]} ) هذا فخذوه –وهو الجلد- وإن لم تؤتوه فاحذروا –وهو الرجم-( {[16075]} ) .

وروي عن عبد الله بن عمر أنه قال : لما حكَّموا النبي صلى الله عليه وسلم في اللَّذَيْن( {[16076]} ) زنيا دعا رسول الله بالتوراة وجلس حبر منهم يتلوها –وقد وضع يده على آية الرجم- فضرب( {[16077]} ) عبد الله بن سلام( {[16078]} ) يد الحبر ثم قال : هذه –يا نبي الله- آية الرجم يأبى( {[16079]} ) أن يتلوها عليك ، فقال لهم النبي عليه السلام : يا معشر يهود ، ما دعاكم إلى ترك حكم الله وهو بأيديكم ؟ فقالوا : أما إنه قد كان فيما( {[16080]} ) نعمل به حتى زنى منا رجل بعد إحصانه من بيوت الملوك وأهل الشرف ، فمنعه الملك من الرجم ، ثم زنى رجل بعده فقالوا : لا والله لا نرجمه( {[16081]} ) حتى يرجم فلان ، ( فلما( {[16082]} ) فعلوا ذلك ، اجتمعوا فأصلحوا أمرهم على التحميم وأماتوا ذكر الرجم )( {[16083]} ) ، فقال النبي : فأنا( {[16084]} ) أول من أحيا أمر الله ، ثم أمر بهما ورجما( {[16085]} ) عند باب المسجد ، قال ابن( {[16086]} ) عمر : فكنت ممن( {[16087]} ) رجمهما( {[16088]} ) .

وقال قتادة : الآية نزلت في قتيل من بني قريظة ، قتله بنو النضير( {[16089]} ) ، وكانت بنوا النضير( {[16090]} ) إذا قتلت قتيلاً وَدَت( {[16091]} ) الدية –لا غير- لفضلهم ، وإذا قُتل لهم قتيل لم يرضوا( {[16092]} ) إلا بالقَود تَعزُّراً( {[16093]} ) ، فأرادت النضير( {[16094]} ) أن ترفع أمر القتيل –الذي قتلوه- إلى النبي ، فقال لهم رجل من المنافقين : إن قتيلكم هذا قتيلُ عمد ، متى رفعتموه إلى محمد خَشِيتُ عليكم القَوَد ، فإن قُبلت منكم الدّية فأعطوها ، وإلا فكونوا منه على حذر( {[16095]} ) .

وقوله : ( وَمَن يُّرِدِ/( {[16096]} ) اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً ) : هو تسلية( {[16097]} ) للنبي عليه السلام ألا يحزن على مسارعة من سارع( {[16098]} ) إلى الكفر من المنافقين واليهود ، وفتنته( {[16099]} ) : ضلالته( {[16100]} ) .

( فَلَن تَمْلِكَ ( لَهُ )( {[16101]} ) مِنَ اللَّهِ شَيْئاً ) : لا اهتداء( {[16102]} ) له أبداً( {[16103]} ) .

( أُوْلاَئِكَ الذِينَ لَمْ يِرِدِ اللَّهُ أَنْ يُّطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ) أي : بالإسلام " في الدنيا " ( {[16104]} ) .

( لَهُم فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) أي : ذل وصغار وأداء الجزية عن يد( {[16105]} ) ، ( وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )( {[16106]} ) .

وزعمت المعتزلة والقدرية أن الله لم يرد كفر أحد من خلقه ، وأراد أن يكون جميع الخلق مؤمنين( {[16107]} ) ، فكان ما( {[16108]} ) لم يرد ولم يكن ما أراد –تعالى عن ذلك- ، وقد قال ( الله )( {[16109]} ) : ( لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُّطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ )( {[16110]} ) وقال : ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الهُدَى )( {[16111]} ) وقال : ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ )( {[16112]} ) ، وقال : ( وَلَوْ شَاءَ [ رَبُّكَ ] مَا فَعَلُوهُ )( {[16113]} ) وقال : ( وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا( {[16114]} ) وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ]( {[16115]} ) )( {[16116]} ) .

و( {[16117]} )قال : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَّشَاءَ اللَّهُ )( {[16118]} ) ، وقال : ( وَمَنْ يُّرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً )( {[16119]} ) ، وقال : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ [ مَن( {[16120]} ) ] فِي الاَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً )( {[16121]} ) ، وقال : ( أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً )( {[16122]} ) ، وقال : ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمُ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُّضِلُّ مَنْ يَّشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَّشَاءُ )( {[16123]} ) ، وفي كتاب الله من هذا ما( {[16124]} ) لا يحصى ، يخبر( {[16125]} ) تعالى في جميعه أنه أراد جميع ما كان وما يكون ، وأن جميع الحوادث كانت عن إرادته ومشيئته( {[16126]} ) ، وأنه لو شاء لأحدثها( {[16127]} ) على خلاف ما حدثت فيجعل الناس كلَّهم مؤمنين . فعَندت( {[16128]} ) المعتزلة عليها لعنة الله( {[16129]} ) عن ذلك وخالفته( {[16130]} ) ، وقالت : حدث كفر الكافر على غير إرادة من الله( {[16131]} ) ، وعلى إرادة من الشيطان ، وقد أجمع المسلمون على قولهم : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن . وقالت المعتزلة( {[16132]} ) : يكون ما لا يشاء الله ، وهو كفر الكافر ، معاندةً لإجماع الأمة ، وقد حصلت المعتزلة في قولها على أنه ليس الله –تعالى ذكره- على إبليس مزيَةٌ ، لأن إبليس شاء [ ألاّ ]( {[16133]} ) يؤمن أحد( {[16134]} ) فآمن( {[16135]} ) المؤمنون ، فكان خلاف ما شاء ، وشاء الله –عندهم- ألا يكفر أحد فكفر الكافرون ، فكان خلاف ما شاء ، فلا فرق بينهما على قولهم الملاعين ، تعالى ربنا عما قالت المعتزلة علواً كبيراً ، بل كان عن مشيئته( {[16136]} ) ، كان يفعل ( ما )( {[16137]} ) يشاء : يوفق من يشاء فيؤمن ، ويخذل من يشاء فيكفر ، لا معقب لحكمه ولا رادّ لمشيئته( {[16138]} ) ، خلق من شاء( {[16139]} ) للسعادة فوفقه( {[16140]} ) لعملها ، وخلق من شاء( {[16141]} ) للشقاء وخذله عن العمل بغير عمل أهل الشقاء ، " كل مُيَسَّر لِما خُلِق لَهُ " ( {[16142]} ) ، هذا هو الصراط المستقيم ، أعاذنا( {[16143]} ) الله من الزيغ عن الحق( {[16144]} ) .


[15990]:- هو أبو لبابة بشير بن عبد المنذر المدني الأنصاري صحابي مشهور، كان أحد النقباء. عاش إلى خلافة علي. انظر: التقريب 2/467، وطبقات ابن خياط 84.
[15991]:- تفسير الطبري 10/301.
[15992]:- ساقطة من ج د.
[15993]:- ب: حلقة.
[15994]:- انظر: سيرة ابن هشام 3/249 وما بعدها، وفيها 2/251 حكم سعد بن معاذ بقتل الرجال وتقسيم الأموال وسبي الذراري والنساء. وهو قول السدي في تفسير الطبري 10/302.
[15995]:- ساقطة من ب ج د.
[15996]:- انظر: تفسير الطبري 10/303.
[15997]:- ب: يجري. ج: عزن. د: يمزن.
[15998]:- ب: أخبار.
[15999]:- ب: وتابا مرأة.
[16000]:- ج د: وقالوا.
[16001]:- ج د: فسئلوه.
[16002]:- ب: به لكم. د: بعهدكم.
[16003]:- ج: التحريم.
[16004]:- ب: كيف. و"ليفُ النّخل معروف، القطعة منه: ليفة" اللسان: ليف.
[16005]:- ب: مغار. و"القِيرُ والقارُ: لغتان، وهو صُعُدٌ يُذَابْ فيستخرج منه القار، وهو شيء أسود تطلى به الإبل والسُّفن يمنع الماء أن يدخل.. وقيل: هو الزِّفت" اللسان: قير.
[16006]:- ساقطة من ب.
[16007]:- د: فاحذوه.
[16008]:- انظر: تفسير الطبري 10/303 وفيه: "أيديكم أن يسلبكموه.
[16009]:- مكررة في ب.
[16010]:- د: فمن.
[16011]:- ج: النبي.
[16012]:- ج د: المسجد.
[16013]:- انظر: تفسير الطبري 10/303 و304.
[16014]:- مخرومة في أ.
[16015]:- ساقطة من ب ج د.
[16016]:- ب: يهودياً.
[16017]:- ب: فاتما.
[16018]:- أ: هذا. ب: هذا هذا. وفي هامشها: "لعله: هل يجدون". وفي تفسير الطبري 10/305: أهكذا. وفي 10/351 منه كما أثبت.
[16019]:- ب: حبد.
[16020]:- ب د: فنصنع. ج: بضصع.
[16021]:- ج د: الحميم.
[16022]:- ب ج د: الجلد له.
[16023]:- ب: أقسم. ساقطة من ج د.
[16024]:- في تفسير الطبري 10/351: أني.
[16025]:- ب ج: يا أيها الرسول لا. د: يا أيها النبي لا.
[16026]:- انظر: تفسير الطبري 10/304، 305، 351.
[16027]:- هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي الضرير، مقرئ الكوفة. قرأ على عثمان وعلي وخَلْق. روى عنه ابن جبير وآخرون. توفي سنة 73هـ. انظر: التذكرة 58 و59، وطبقات ابن خياط 106، والغاية 1/413، 414.
[16028]:- د: الرحم.
[16029]:- ب: امرض.
[16030]:- ج: النبي.
[16031]:- ساقطة من ج د.
[16032]:- ساقطة من أ.
[16033]:- مخرومة في أ.
[16034]:- مخرومة في أ، والظاهر أن "في" ساقطة منها، ولعلها كما يلي: هل تجدون الرجم...
[16035]:- د: أنزل.
[16036]:- في جميع النسخ: يروع. وهو خطأ. و"راغَ يَروغُ رَوْغاً وَرَوغاناً: حاد" اللسان: روغ. وانظر: تفسير الطبري 10/328.
[16037]:- ج د: رسوله.
[16038]:- بك استخلفه.
[16039]:- الظاهر من المخرم في "أ" أنها كما أثبت. ب ج د: أمرك الله به.
[16040]:- أ: أخركم.
[16041]:- ج د: تجدون.
[16042]:- ساقطة من ج.
[16043]:- ذكره الزجاج في معانيه 2/175 و176 باختلاف يسير، وقال بعده: "مشهور في رواية المفسرين".
[16044]:- ساقطة من ب ج د.
[16045]:- د: آخرون.
[16046]:- انظر: تفسير الطبري 10/307.
[16047]:- ج د: تؤمن قلوبهم.
[16048]:- ساقطة من ب.
[16049]:- د: هدوا.
[16050]:- ب د: بالتحميم.
[16051]:- هو قول مجاهد في تفسير الطبري 10/309.
[16052]:- ب: فهود.
[16053]:- ج د: الآخرون.
[16054]:- هو قول جابر في تفسير الطبري 10/310.
[16055]:- ج: يسمعون.
[16056]:- ب: ليكربوا.
[16057]:- انظر: معاني الزجاج 2/174.
[16058]:- ج: يسمعون.
[16059]:- انظر: قول ابن زيد في تفسير الطبري 10/312، ومعاني الزجاج 2/175.
[16060]:- ب ج د: قوله يحرفون...).
[16061]:- ج: الحكم.
[16062]:- تفسير من بعد مواضعه): قول الزجاج في معانيه 2/175.
[16063]:- ب ج د: بالله واليوم الآخر.
[16064]:- البقرة: 176. وانظر: تفسير الطبري 10/313.
[16065]:- ب: لاوتيتم.
[16066]:- ب: أرجلكم.
[16067]:- ب: المحرب.
[16068]:- ج د: الزنيين.
[16069]:- أ: يقول.
[16070]:- ب: نبيكم.
[16071]:- ساقطة من ج.
[16072]:- أ: يقول 40.
[16073]:- هو قول أبي هريرة ومجاهد والسدي وجابر وابن عباس وقتادة وابن زيد والبراء في تفسير الطبري 10/313 وما بعدها، وقول الزجاج في معانيه 2/175.
[16074]:- د: أوتيم.
[16075]:- انظر: تفسير الطبري 10/310 و311.
[16076]:- ب ج د: الذين.
[16077]:- د: فصرب.
[16078]:- هو أبو يوسف عبد الله بن الحارث الإسرائيلي الأنصاري، من ولد نبي الله يوسف، روى عن رسول الله. روى عنه عوف وأبو هريرة وخَلْق. توفي سنة 43هـ. انظر: التذكرة 26، وطبقات ابن خياط 8، والإصابة 2/320، 321.
[16079]:- ج: فابا
[16080]:- ج د: فينا.
[16081]:- ب د: ترجمه.
[16082]:- ب: ولما.
[16083]:- ساقطة من ج د.
[16084]:- ج: أنا، د: إنما.
[16085]:- ب ج د: فرجما.
[16086]:- ب ج د: عبد الله بن.
[16087]:- ب: فيمن. وفي تفسير الطبري 10/328 كما في ب.
[16088]:- انظر: قول ابن عمر في رواية ابن زيد المشتملة على اعتراف ابن صوريا –بعد روغان- بأن في التوراة: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" تفسير الطبري 10/327 و328، وانظر: فيه -10/328 وما بعدها- مسألة إسقاط الحد عن رجل قريب ملك في كلام أبي هريرة.
[16089]:- ب ج د: النظير.
[16090]:- ب ج: النظير.
[16091]:- ب: وديتك.
[16092]:- د: يروا.
[16093]:- ب ج د: تعزرا.
[16094]:- ب ج: النظير.
[16095]:- انظر: تفسير الطبري 10/315 و316.
[16096]:- بعض أوائلها مخروم.
[16097]:- ب: تسليمة.
[16098]:- د: سرع.
[16099]:- ب: متينة. ج د: فتنة.
[16100]:- ب ج: ضلالة.
[16101]:- ساقطة من ج د.
[16102]:- مخرومة في "أ" إلا بعض الهمزة. ب: اهتدى. ج د: اهتدا.
[16103]:- انظر: تفسير الطبري: 10/316 و317.
[16104]:- ساقطة من ج د.
[16105]:- انظر: معاني الزجاج 2/177.
[16106]:- انظر: تفسير الطبري 10/317 و318.
[16107]:- واستدلوا بمثل قوله تعالى: (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ) غافر: 31، وقوله: (وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) البقرة: 205، وقوله: (وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الكُفْرَ) الزمر: 7، "وهذا منهم بناءً على تلازم الإرادة والمحبة والأمر عندهم". انظر: شرح الفقه الأكبر 85.
[16108]:- ب: من.
[16109]:- ساقطة من ب ج د.
[16110]:- هي الآية التي نحن في رحابها.
[16111]:- الأنعام: 36.
[16112]:- البقرة: 251.
[16113]:- الأنعام: 113.
[16114]:- ب د: هديها.
[16115]:- ساقطة من ب ج د.
[16116]:- السجدة: 13.
[16117]:- ب ج د: الآية و.
[16118]:- الإنسان: 30.
[16119]:- هي الآية التي نحن في رحابها.
[16120]:- ساقطة من ج.
[16121]:- يونس: 99.
[16122]:- الرعد: 32.
[16123]:- النحل: 93.
[16124]:- ب ج د: كثير.
[16125]:- مخرومة في أ. ب: بخير.
[16126]:- ب: مشتيه.
[16127]:- ب: لأحدهما.
[16128]:- بعض أوائلها مخروم. ب: بعندت.
[16129]:- ب ج د: الله تعالى عن قولهم.
[16130]:- ج د: خالفت.
[16131]:- ب ج د: الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً.
[16132]:- د: المعتزلة.
[16133]:- أ: أن لا.
[16134]:- د: أحداً.
[16135]:- ب: وآمن.
[16136]:- ب: مشيته. ج: مشيئة.
[16137]:- ساقطة من ج د.
[16138]:- ب: لمشيته.
[16139]:- د: يشاء.
[16140]:- ب: فوقفه.
[16141]:- د: يشاء.
[16142]:- هو بعض حديث رسول الله. انظر: رواياته ومخرجها في جامع الأصول 10/109 وما بعدها.
[16143]:- ج د: أعادنا.
[16144]:- انظر: شرح الفقه الأكبر 83 وما بعدها وفي ص 86 منه: "أن القاضي عبد الجبار الهمداني –أحد شيوخ المعتزلة- دخل على الصاحب بن عباد وعنده الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني –أحد أئمة أهل السنة- فلما رأى الأستاذ قال: "سبحان مَن تنزَّه عَنِ الفحشاء"، فقال الأستاذ فوراً: "سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء"، فقال القاضي: "أيشاء ربُّنا أن يعصى؟"، قال الأستاذ: "أيعصى ربُّنا قهراً؟"، فقال القاضي: "أرأيت إن منعني الهدى، وقضى عليَّ بالردى: أحْسَنَ إلي أم أساء؟"، فقال الأستاذ: "إن منعك ما هو لك فقد أساء، وإن منعك ما هو له، فهو يختص برحمته من يشاء"، فبهت القاضي". وانظر: التفصيل في رد الأشعري على المعتزلة في "الإبانة" 161 وما بعدها، وانظر: كذلك تحفة المريد 66 وما بعدها، وفيه أيضاً نص مناظرة الأستاذ للقاضي المذكور قبل قليل ضمن هذا التعليق.