الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْۛ سَمَّـٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّـٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ يَأۡتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ يَقُولُونَ إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُواْۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (41)

قوله تعالى : { يا أيها الرسول لاَ يَحْزُنكَ الذين يُسَارِعُونَ فِي الكفر }[ المائدة :41 ] .

تسليةٌ لنبيِّه عليه السلام ، وتقويةٌ لنفسه ، بسبب ما كان يلقى من طوائف المنافقين واليهود ، والمعنى : قد وعَدْناك النصْرَ والظهورَ عليهم ، فلا يحزنْكَ ما يقعُ منهم ، ومعنى المسارعة في الكُفْرِ : البِدَارُ إلى نَصْره ، والسعْيُ في كيد الإسلام ، وإطفاءِ نوره .

قال مجاهدٌ ، وغيره : قوله تعالى : { مِنَ الذين قَالُواْ ءَامَنَّا بأفواههم وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ } يراد به المنافقون .