وقوله : { وَمِنَ الَّذِينَ هادُواْ سَماعُونَ لِلْكَذِبِ . . . }
إن شئت رفعت قوله " سماعون للكذب " بِمِن ولم تجعل ( مِن ) في المعنى متصلة بما قبلها ، كما قال الله : { فمِنهم ظالِم لِنفسِهِ ومِنهم مقتصِد } وإن شئت كان المعنى : لا يحزنك الذِين يسارِعون في الكفرِ من هؤلاء ولا { وَمِنَ الَّذِينَ هادُواْ } فترفع حينئِذ ( سماعون ) على الاستئناف ، فيكون مثل قوله { لِيستأذِنكم الذِين ملكت أيمانُكُمْ والذِين لم يبلغوا الحُلُم مِنكم } ثم قال تبارك وتعالى : { طوَّافون عليكم } ولو قيل : سماعين ، وطوّافين لكان صوابا ؛ كما قال : { ملعونِين أينما ثُقِفوا } وكما قال : { إن المتَّقِين في جَناتٍ وعُيونٍ } ثم قال : { آخِذين ، وفاكِهِين ، ومتكئِين } والنصب أكثر . وقد قال أيضا في الرفع : { كلاَّ إِنها لظى نزَّاعة لِلشوى } فرفع ( نزَّاعة ) على الاستئناف ، وهي نكرة من صفة معرفة . وكذلك قوله : { لا تبقِى ولا تذر لَوَّاحَة } وفي قراءة أبىّ " إِنها لإِحدى الكُبَر نِذير لِلبشرِ " بغير ألف . فما أتاك من مثل هذا في الكلام نصبته ورفعته . ونصبه على القطع وعلى الحال . وإذا حسن فيه المدح أو الذمّ فهو وجه ثالث . ويصلح إذا نصبته على الشتم أو المدح أن تنصب معرفته كما نصبت نكرته . وكذلك قوله { سمّاعون لِلكذبِ أكَّالون لِلسُّحتِ } على ما ذكرت لك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.