تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ} (18)

{ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } أي : لا تُمِلْهُ وتعبس بوجهك الناس ، تكبُّرًا عليهم ، وتعاظما .

{ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا } أي : بطرا ، فخرا بالنعم ، ناسيا المنعم ، معجبا بنفسك . { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ }{[669]}  في نفسه وهيئته وتعاظمه { فَخُور } بقوله .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ} (18)

قوله : { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } تصعر من الصَّعر ، وهو ميل في العنق وانقلاب في الوجه إلى أحد الشدقين . أي أماله عن الناس إعراضا وتكبرا{[3651]} أي لا تُمل خدك للناس إعجابا بنفسك واستكبارا عليهم واحتقارا لهم . بل أقبل عليهم في تواضع ورحمة وخلق حسن في غير ما كبْر ولا عُجب ولا خيلاء .

قوله : { وَلاَ تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا } { مرحا } ، مصدر منصوب على الحال{[3652]} أي لا تمش مختالا متكبرا وقد استحوذ عليك الغرور والإعجاب بالنفس { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } لا يحب الله المختال ، وهو من الاختيال أي المبالغة في المرح . والفخور ، المعجب بنفسه ، والذي يفتخر على الناس بما أوتيه من حظوظ الدنيا .


[3651]:المصباح المنير ج 1 ص 364، وأساس البلاغة ص 355..
[3652]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 256.